من طرف الشاعر السبت 18 أكتوبر 2008, 4:36 pm
تابع الفصل الثامن
وحاول الكلام . . .
حاول ان يعترض على القرار الذى اتخذتة نجلاء , فعجز .
ولم يستطع ان ينطق بسوى كلمة واحدة كلمة واحدة فقط : نجلاء ! . . .
فهمست نجلاء والالم يحز فى نفسها : ستظل تذكر نجلاء يا نصرى . . . اليس كذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نصرى : انسأليننى يا نجلاء مثل هذا السؤال وانت تعلمين اننى لن احيا بسوى ذكراك . انت حياتى وستظلين حياتى يا نجلاء
نجلاء : لقد كان عمر حبنا قصيرا يا نصرى
نصرى : لا تقولى ان عمر حبنا قصير يا نجلاء . . حبنا لم يكن ولن يكون قصيرا انة حب روحى . . والحب الروحى خالد الى الابد . . عمر لقائنا على هذة الارض فقط كان قصيرا يا نجلاء لا عمر حبنا
نجلاء : عمر الزهور قصير . .
نصرى : الزهور فى حديقة دارنا ستفتقدك يا حبيبتى . . والوردة البيضاء التى غرستها لك فى الحديقة ستشتاقك . . وعندما امر بها ستسألنى :
" اين هى نجلاء ؟؟؟؟؟ " فبماذا عسانى اجيبها ؟؟؟؟ ومن تراة سيعتنى بها يا نجلاء بعدك ؟؟؟؟؟؟؟
فعادت نجلاء لترتمى بين ذراعى نصرى وهى تجهش بالبكاء . . .
وضمها نصرى الى صدرة بقوة وجنون وكانة يريد ان يحتفظ بيها
الا ان نجلاء رفعت راسها عن صدرة لتمد يدها الى بنصرها وتنزع الخاتم الذى اهداها اياة نصرى .
وقدمت الخاتم الاثرى الثمين الى نصرى قائلة : هذا هو الخاتم يا نصرى . . . اننى اعيدة اليك . . .
فابى نصرى ان يستعيد الخاتم
قائلا : الخاتم هذا لك يا نجلاء
نجلاء : لا يا نصرى . . . والدتك رحمها الله قالت لك : " هذا الخاتم لعروسك يا نصرى " . . .
نصرى : انت عروسى وستظلين عروسى يا نجلاء . . احتفظى بهذا الخاتم , وكلما شاهدتة فى بنصرك اذكرى نصرى . . .
الا ان نجلاء ابت ان تحتفظ بالخاتم الثمين
قالت : لا . . لا يا نصرى لن احتفظ بخاتم ليس لى , والدتك رحم الله نفسها الطاهرة خصت هذا الخاتم بعروسك . . وانا لن اكون بعد اليوم عروسك . . خذ الخاتم يا حبيبى . . خذة وقدمة لعروسك التى ستختارها يوما
فهتف نصرى : نجلاء ! . . هل يخيل اليك ان نصرى سيختار فتاة غيرك لتحتل قلبة بعدك ؟؟؟ . . . هذا الخاتم لن يحتل بنصرا الا بنصرك
فاصرت نجلاء على اعادة الخاتم الية
قالت : لالالالالالالا . . لالالالالالالالا . . لا لن احتفظ بهذا الخاتم . . انى اعيدة اليك , ولك ان تحتفظ بة انت اذا شئت . . .؟؟؟؟؟؟؟؟ هات يدك . .
ومد يدة اليها
فقالت نجلاء : ابط كفك . .
وبسط كفه . .
فوضعت الخاتم فى كفه واطبقت اصابعة علية. . . .
وحاولت ان تمضى فى الكلام فخنقتها العبرات . . .
وساد الصمت برهة بينهما . .
واذا بنجلاء تبتعد عن نصرى وتهم بالمسير . . . .
فوثب اليها , وقد ايقن انها عائدة الى والدها وفتح لها ذراعية . . .
فارتمت بين ذراعية . .
وتعانقا طويلا وهما يبكيان . . .
لقد ايقنا ان لابد لهما من الفراق ,
وان الاقدار حكمت عليهما بالاعدام . .
بالاعداااااااااام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ . . .
لالالالالالا . . بل هى حكمت عليهما بالفراق
والفراق بين الحبيبين الهائمين اشد هولا وابعد الما من الاعدام . . .
وطال عناقهما . . .
وتدحرجت الدموع من عيونهما
فامتزجت عيون دموع نصرى بدموع نجلاء . . .
واخيرا وبعد عناق طويل مخضب بالدموع انسلخت نجلاء عن نصرى
وسارت نحو الباب . .
فلحق بها نصرى هامسا : نجلاء ! . . .الى اين تسيرين ؟؟؟؟؟ . . لماذا تبتعدين عنى يا حبيبتى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالتفتت الية
ورمقتة بنظرة من خلال دموعها الغزيرة فيها كل معانى الالم والشوق والعذاب والحنين
بدون ان تستطيع النطق بحرف
فهمس نصرى وهو يشاهدها تحاول الخروج من الباب :
نجلاء ! . . . بماذا اسات اليك , لتعذبينى هذا العذاب الاليم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ . . . .
ووقعت كلماتة فى اذنيها فسحقتها واذايت قلبها
وهمست : يا حبيبى ! . . .
وخرجت من الدار وهى فى حال مؤلمة مؤسفة رهيبة كانت نجلاء وهى تخرج من دار ابى نصرى كانها نعجة بيضاء تسير الى الجزار وهى تعلم ان لا عودة لها الى تلك الدار . . .
ودلفت الى الحديقة . . .
ومرت بالوردة البيضاء التى غرسها نصرى لتكون لها فهمست من خلال دموعها : ايتها الوردة البيضاء اذكرينى . .
وكان ابو نصرى وابو تامر ما زالا فى الحديقة يتمشيان منتظرين صدور القرار
قرار نصرى ونجلاء . .
وشاهدا نجلاء تسير وهى فى طريقها الى دار والدها
فهمس ابو نصرى : لقد صدر القرار , قرار العاشقين يا ابا تامر . . .
فتمتم نصير العشاق : يا لة من قرار رهيب يا ابا نصرى . . لقد حكم نصرى ونجلاء على قلبيهما بالاعدام , فليكن الله فى عونهما وليساعدهما على احتمال هذا العذاب الرهيب المخيف العظيم . . .
قال ابو تامر هذا والتفت الى ابى نصرى هامسا : ادخل الى الدار وساعد ابنك على احتمال هذا المصاب يا ابانصرى . .
وفيما ابو نصرى يدخل الدار كان ابو تامر يسرع الى نجلاء
فيمسك بيدها هاتفا : الى اين يا نجلاء ؟؟؟؟؟؟؟؟
فالتفتت نجلاء الية . . وهمست , والدموع تخنقها : ستشرب الضيعة وسترتوى ارضها يا ابا تامر . .
واجهشت بالبكاء . . فبكى نصير العشاق
وهمس : لم تكن ولن تكن هناك تضحية فى هذة القرية اعظم من تضحيتكما يا نجلاء . . . تعالى . تعالى . .
نجلاء : انا سأعود الى والدى يا ابا تامر . .
نصير العشاق : لالالالالا . . لن تعودى الى والدك وحدك انا سارافقك الية يا نجلاء . . انا مهدت لك سبيل الهرب من دار والدك وانا ساعيدك اليها . .
وسارا معا فى الطريق البعيد بين الاشجار الخضراء الورافة الظلال الى دار اسعد شهدان . .
وفى هذة الاثناء كان فارس المير يدخل الى دارة ليجد ابنة جالسا على المقعد الوثير والدموع تنهمر من عينية .
كان نصرى جالسا وقد القى براسة بين يدية وهو فى حال مؤلمة تثير الشفقة
كانت يداة واهيتــــــــين
وشفتاه ترتجفان ,
والدموع المترقرقة فى عينية تتدحرج على خدية , حبة وراء حبة كانها قطرات الندى فوق اكمام الزهور
فتقدم ابو نصرى من ابنة هاتفا : نصرى ! . . .
فرفع نصرى راسة , الى والده هامسا : ماذا تريد يا والدى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
فوجم ابو نصرى وهو يشاهد ابنة فى تلك الحال المؤلمة
قال : على الرجال ان يكونا اكبر من همومهم يا ابنى . .
فتمتم نصرى بالم واسى : الهموم تسحق الرجال يا والدى
قال ابو نصرى : لكن القلوب تبكى . والدموع وحدها تستطيع ان تشعل النار فى القلوب وتستطيع ايضا ان تطفئها
فجلس فارس المير قرب ابنة
وتناول علبة التبغ من جيبة فقدم لفافة لنصرى والقى بلفافة بين شفتية , واشعل اللفافتين . .
ونفث نصرى دخان اللفافة فى الفضاء
وراح يراقب خيوط الدخان المتصاعدة لتنعقد اجنحـــة بيضاء فى ارجاء الغرفة
وكان طيف نجلاء يتراقص امام عينية فى اجنحة الدخان دامع العينين حينا وحينا مبتسما هانئا
وعاد ابو نصرى الى الكلام بعد صمت قصير
قال : يا ابنى يا نصرى انا اقدر موقفك ولا اجهل اى عمل عظيم اقدمت علية مع نجلاء ابنة ابى نجلاء . . . ان التضحية
التى اقدمتما عليها كبيرة وعظيمة . وابناء القرية كلهم سيقدرون لكما هذة التضحية الكبرى . وستكون تضحيتكما
هذة جميلا ثقيلا جدا فى اعناق ابناء هذة القرية . . لن ينسى ابناء قريتنا ما اقدم علية نصرى ابن ابى نصرى ,
ونجلاء ابنة ابى نجلاء من تضحية جسيمة لاسعادهم , الا ان هذة التضحية تحتاج يا ابنى الى تضحيات عديدة . .
فقطــــــــــــــع نصرى على والــــــده سبيل الكلام . قال بالــــم واضطراب : ماذا تريدون منا بعد ؟؟؟؟؟؟؟ . .
لقد اعطينــــــــاكم كل ما عندنا وكل ما نستطيع وما لا نستطيع ان نعطى . ليس لدينا شئ الان نعطيكم اياه بعد
ان اعطيناكم كل ما لدينا
فنفث فارس المير دخان اللفافة فى الفضاء
وقال : الحياة صعبة يا ابنى . وهى سلسلة طويلة من التضحيات . ما ان نقدم على تضحية حتى نجد انفسنا امام تضحية جديدة تطلب منـــا .
فكان الانسان لم يات الى هذا العالم الفانى الا ليقوم بالتضحيات الجسام
فصمت نصرى ,
ولم ينبس بحرف .
وللفصل الثامن بقيه
تابع