ونحن نتنسم عيد ميلاد الحبيب المصطفى هذه الايام نقدم هذه الكلمات عن سيد الخلق خاصة وانه قدجرى استهدافه (صلى الله عليه وسلم) من بعض الذين لا يلمون بسيرته العطرة، نسأل الله لهم الهداية ومعرفة الحقيقة.
محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا النسب ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة له كما اخرج البيهقي عن انس.
ü ابوالقاسم سيد ولد آدم (صلى الله عليه وسلم)
فاما ما بعد عدنان من آبائه الى اسماعيل بن ابراهيم الخليل صلى الله عليهما وسلم ففيه اختلاف كثير في العدد والاسماء، أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشية الزهرية تجتمع هي وعبدالله في كلاب.
خرج عبدالمطلب بابنه عبدالله الى وهب بن عبدمناف، فزوجه ابنته آمنة، وقبل كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عبدمناف، فأتاه عبدالمطلب فخطب اليه ابنته هالة بنت وهيب لنفسه، وخطب لابنه عبدالله ابنة اخيه آمنة بنت وهب فتزوجا في مجلس واحد، فولدت هالة لعبدالله المطلب حمزة. اخبرنا عبيد الله بن احمد بن علي بن جعفر باسناده عن يونس بن بكير عن ابن اسحق قال : وكانت آمنة بنت وهب تحدث انها جاءها في المنام حين حملت برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقيل لها أنك حملت بسيد هذه الامة فسميه محمداً، فلما وضعته ارسلت الى جده عبدالمطلب تقول قد ولد لك الليلة ولد فانظر اليه.. فلما جاءها اخبرته بالذي رأت، وكان ابوه عبدالله قد توفى وأمه حبلي به، وقيل توفى وللنبي (صلى الله عليه وسلم) ثمانية وعشرون شهراً وقيل كان له سبعة اشهر.
ü السيرة العطرة لسيدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
سار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع عمه ابي طالب الى الشام بعد موت عبدالمطلب باقل من خمس سنين وكان عمره اثنتى عشرة سنة وقيل تسع سنين والاول اكثر، فرآه بجير الراهب ورأى علامات النبوة، وكانوا يتوقعون ظهور نبي من قريش، فقال لعمه : من هذا معك ؟ قال ابني .. قال لا ينبغي ان يكون ابوه حيا. قال هو ابن اخي. قال اني لأحسبه الذي بشر به عيسى فإن زمانه قد قرب، فاحتفظ به فرده الى مكة. ثم ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شهد مع عمومته حرب الفجار يوم نخلة، وهو من اعظم ايام الفجار.. والفجار كانت حرب بين قريش ومعها كنانة وبين قيس، وهو من اعظم ايام العرب، وكان يناولهم النبل ويحفظ متاعهم، وكان عمره يومئذ نحو عشرين سنة او ما يقاربها، وقيل انه شهد يوم (شمطة) ايضا وهو من اعظم ايام الفجار، وكانت الهزيمة فيه على قريش وكنانة. قال الزهري : لم يشهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا اليوم ولو شهده لم تنهزم قريش.
تزوج عليه الصلاة والسلام من خديجة بنت خويلد، وتزوجها على اثنتى عشرة اوقية ونصف .. والاوقية اربعون درهما، وولد له من الولد بناته كلهن واولاده الذكور كلهم من خديجة إلا ابراهيم، أما البنات فزينب ورقية وام كلثوم وفاطمة رضى الله عنهن، واما الذكور فالقاسم وكان به يكني رسول الله صلى الله عليه وسلم والطاهر والطيب، وقيل القاسم والطاهر وعبدالله وهو الطيب لانه ولد في الاسلام، وقيل القاسم وعبدالله وهو الطاهر والطيب، فمات القاسم بمكة وهو اول من مات من ولده ثم عبدالله، ولما تزوج خديجة كان عمره خمسا وعشرين سنة وكانت هي ابنة اربعين سنة.
ü السيرة العطرة :
بعث الرسول عليه الصلاة والسلام وله ثلاث واربعون سنة فأقام بمكة عشراً وبالمدينة عشراً، وقال ابن اسحق بعثه الله وله اربعون سنة فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة عشراً، وقيل انه كتم امره ثلاث سنين فكان يدعو مستخفيا الي ان انزل الله تعالي (وأنذر عشيرتك الأقربين) (سورة الشعراء 214) فأظهر الدعوة.
قال ابو عمر : بعثه الله عز وجل نبيا يوم الاثنين لثمان من ربيع الاول سنة احدى واربعين من عام الفيل، وقيل عن بعض اهل العلم ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين اراد الله كرامته وابتدأه بالنبوة، فكان لايمر بحجر ولا شجر إلا سلم عليه وسمع منه، فيلتفت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خلفه وعن يمينه وشماله فلا يرى إلا الشجر وما حوله من الحجارة وهي تقول السلام عليك يا رسول الله.
وقد أخبرت السيدة عائشة ان أول ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم ) من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، كان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصباح .. ثم حبب اليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتعبد فيه حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه لملك فقال : اقرأ. فقال ما أنا بقارئ. قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال : اقرأ .. فقلت ما أنا بقارئ .. فتكرر هذا الامر ثلاث مرات، ثم ارسلني فقال (اقرأ بإسم ربك الذي خلق ü خلق الإنسان من علق ü إقرأ وربك الاكرم) فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة، وذكر الحديث في ذهابها الى ورقة بن نوفل.
وروى عن جابر بإسناد صحيح ان أول ما نزل من القرآن (يا أيها المدثر) فابتدئ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالتنزيل يوم الجمعة في رمضان، يقول الله عز وجل (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) .. وقال تعالى : (وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقي الجمعان) سورة الانفال 41.
وقال يونس عن بشر بن ابي حفص الكندي الدمشقي قال : حدثني مكحول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال : لايغادرنك صيام يوم الاثنين فإني ولدت يوم الاثنين وأوحى الي يوم الاثنين وهاجرت يوم الاثنين.
احبكم فى الله.
