قصيدة الى روح صديقى
الاديب الروائى
محمد بيومى
هل كانت الحياة سامية حين منحتك عرى النهر
ولماذا تتحلل ساعات المدن .. تحت أجساد الموتى!!
فجسدك مثل الشموس ..
لا يتكرر مع الفجر مرتين..!!
هل الزمن هو الذى قاد رغباتى..
إلى طريق مرجانى أو سماوى ؟!!
كيف بكت فى حضورك الصخر ؟!
وكيف أهديت إلى أصدقائك..أمواتا صغارا مقمرين ؟!
ولماذا دائما وقفت وحدك فى الريح مضيئا كالنجوم؟!
وهبت نفسك للحقيقة !!
كنت نخيل الحقيقة الجريح !!
هل وصلت إلى شاطىء أحلامك ..
كما كنت تحدثنى يا آدم الخيال ؟!
م أخبار ملائكتك..؟!
ياصوتى الكامل بحقائق التفاح والريحان !!
ياحلما مرعبا بشقائق نعمانك .., الملطخة بالحناء!!
لمن أشكو اذا فشلت فى العثور ..على ما أنشد ؟!
كيف أنطق بحريتى كإنسان من لحم , ودم ؟!
أريد أن أبكى كما يحلو لى , بكاء الجريح
على مزاح الطفل الذى كنته !!
فأصبح جرحا صغيرا ...
حاضرا فى الروح جرحا لا نهائيا !!
كنت قلبا يشع فيه الحب كل الوقت
منديلا من العطر لمن لا يستطيع البكاء !!
ضاحكا ملء قلبك ..,
نازفا الدموع ..من شجرة النسيان ..!!
غزالة غارقة تهز الندى فى صباحات الشتاء .
قنديل منتحب لمهرجان الرماد فى دماء الفجر !!
ملك الفكاهة الذهبية ..,
بانوراما الضحكة المفتوحة الشجنية !!
تخبئه النكتة بين عيونها ..!!
تعرف أنه ابنها البكر ,
يقلب دفاتر عمره سطرا ,سطرا !!
هل قلت أنه كان يضىء البراءة بطفولة خضراء .!
كان صوته ترجيع آى الذكر فى خلجاته ..!!
غائب فى البعيد , سر سرمدى ..
صار معلقا فى نوافذ العرس ..,
للبحر يمضى سيد الرواية ..
يمضى مضيئا ,كعصفور مأتمى ..,
ضريحا أبيض خرافيا يمضى ..
إعشوشبت فى خطواته الأرض .
فرحا من النور ..قصيدة شجنية
أزفة خملية ..ورد للمقبرة !!
فى مركب الاضواء البهيج ..
عريسا من الألم , إنه حاضر فى الروح
جاعلا الأشياء حولى يقظى ..
فلا احد ينام فى السمــاء !!
أخذت روحى معك ..
ياالمسافر
الذى أربكت ..فى رأسى الوجـود..!!
الجميع يمضون ..
وأنا أصرخ بالجميع .
إذا اشتقتم إلى شىء ..فإنه هنا سيبقى
فى كل مساءات الحياة ..قطعة موسيقى سماوية!!
...........
نص شعرى
السيد فتحى