اصحاب فى منتدى

زائرنا العزيز يشرفنا دعوه سياتدكم للتسجيل فى منتدانا منتدى اجمل اصحاب منتدى (( اصحاب فى منتدى))

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

اصحاب فى منتدى

زائرنا العزيز يشرفنا دعوه سياتدكم للتسجيل فى منتدانا منتدى اجمل اصحاب منتدى (( اصحاب فى منتدى))

اصحاب فى منتدى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


3 مشترك

    خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة

    rowan
    rowan
    عضو مرشح للاشراف
    عضو مرشح للاشراف


    انثى
    عدد الرسائل : 1471
    العمل/الترفيه : جامعة الحياة كلية الصبر
    تاريخ التسجيل : 03/04/2008

    خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة Empty خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة

    مُساهمة من طرف rowan الأحد 05 أكتوبر 2008, 10:19 am

    خليج القرصان الفرنسى ....
    دافنى دى مورييه

    مقدمة
    سيكون بين ايديكم معشوقتى الخاصة التى تأخذنى بسطورها لعالم بعيد وتأسرنى بمغامرتها وجنونها
    من كتر قرائتى لها لم اعد استطيع ان احصى كم من المرات سافرت معها وتجولت وجريت كالاطفال بين صفحاتها
    فاتمنى ان تعجبكم وتنال رضاكم وتفاعلكم معها
    تحياتى لكم
    رواااااااااااانا
    مقدمــة
    تنحدر دافنى دى مورييه من أب مشهور وجد لايقل عنه شهرة , فقد كان جدها , جورج دى مورييه فنانا وكاتبا مشهورا , وكان والدها السير ,,ميرالد دى مورييه ,, ممثلا ذائع الصيت أيضا , وقد كتبت دافنى دى مورييه قصة عائلتها فى كتاب عنوانه *عائلة دى مورييه * .
    وهى أيضا مؤلفة لعدد من القصص الناجحة للغاية مثل ( حانة جاميكا ) وقد ظهرت عام 1936 و( ربيكــا ) عام 1938 . وخليج القرصان الفرنسى عام 1942.
    واقترنت دافنى فى عام 1932 برجل من رجال السلك العسكرى اللامعين , وهو السير فريدريك براونينج. وقد عاشت فى كونوال سنوات عديدة , بالرغم من انها من مواليد لندن . وهى تعرف الاماكن التى وصفتها فى قصصها .
    وتقع اغلب احداث قصتنا هذه فى الحى الذى يقع بجوار نهر هلفورد (الخريطة ) وعند فووى (الخريطة 45).
    أما زمن الاحداث فيقع فى ابان حكم الملك شارل الثانى ملك انجلترا (1660_1685) . وكان هناك الكثير من الحماقات حينذاك فى لندن وحول بلاط الملك , ولقد كانت دونا سانت كولمب بطلة الرواية عندما غادرت لندن هاربة الى كورنول , انما تبغى النجاة بنفسها من ذلك الجو الصاخب التافه الذى اقترن بعودة الملكية .. وهناك فى كورنول قامت بمغامرتها الكبرى ..
    .................
    الفصل الاول
    لقد حدثت تغييرات كثيرة فى ..ناثرون.., وحول نهر * هلفورد *منذ أن ذهبت * دونا سانت كولمب * إلى هناك . كانت هاربة من حياتها فى لندن مصطحبة الطفلين والحاضنة .وكان ذلك نتيجة فكرة مفاجئة طبعا . فقد كانت تتصرف دائما فى حياتها الخاصة بوحى الافكار الفجائية .
    تزوجت * هارى * بدون تفكير حريص , بسبب ضحكه_ فإن طبيعته الهازئة الكسولة قد أعجبتها _ولانها ظنت أن تعبير عينيه يعنى اكثر مما هو فى الواقع _لكنها أدركت ذلك الآن ,بعد فوات الأوان ..ولكن لا,لم يكن * هارى * المسكين بسكره وغبائه هو الذى يجب أن يلام . بل ولا حتى الحياة الخالية من العقل التى عاشاها معا , ولا أصدقاؤهما , ولا القذارة وحرارة الصيف فى لندن , ولا حديث البلاط الفارغ الذى لا يزال يتردد فى أذنيها . وإنما هى نفسها التى كان يجب توجيه اللوم اليها .لقد كانت تهرب من نفسها !
    ربما كانت ترابيس النافذة لم تمس منذ شهور .. فقد كانت متصلبة نتيجة عدم الاستعمال , وقد لقيت * دونا * مشقة فى معالجتها بعض الوقت . ثم فتحت النافذة على مصراعيها وأتاحت للهواء المنعش وللشمس أن ينفذا الى داخل الحجرة .
    ورأت فى زجاج النافذة انعكاس صورة الخادم وهو واقف خلفها . وكان بمقدورها أن تقسم بأنه كان يبتسم , لكنها عندما استدارت رأته متجهما وقورا مثلما كان لحظة وصولها . كان رجلا طويلا نحيلا , ذا فم ضيق ووجه أبيض بشكل غريب.
    قالت :
    _ انى لااتذكرك , فانك لم تكن هنا عندما جئنا من قبل.
    قال :
    _ لا , ياسيدتى .
    _ما اسمك ؟
    _وليم , ياسيدتى .
    لقد نسيت أن اهالى كورن يتكلمون بطريقة غريبة للغاية , تكاد تكون غير مفهومة تماما , افترضت على الاقل ان لغته هى لغة اهالى كورن .
    قالت :
    _لا شك اننا قد سببنا قدرا كبيرا من المتاعب , بوصولنا المفاجىء وفتح المنزل . لقد ظل المكان مغلقا وقتا طويلا بالطبع . فالتراب فى كل مكان , ويدهشنى أنك لم تلحظ ذلك .
    ترى أكان الرجل يضحك منها حين قال :
    _لقد لحظت هذا يا سيدتى , ولكن حيث انك لم تحضرى ابدا الى * نافرون * فانه لم يعد من الضرورى تنظيف الحجرات .. ان من العســــير أن يشعر المرء بالحماس فى أداء عمل لا يراه أحد !
    قالت دونا وقد سرى عنها :
    _ حقا , فالسادة الكسالى , يصنعون خدما كسالى ؟
    فقال بوقار :
    _ بالطبع يا سيدتى .
    قالت :
    _ هلا تفضلت برؤية ان كل الحجرات فى البيت قد كنست ونفضت .. وان كل الفضيات قد نظفت .. وان الزهور قد وضعت فى اماكنها من الحجرات .. وان كل شىء قد تم عمله على خير وجه , كما لو لم أكن كسولة , بل كأننى أعيش هنا منذ سنوات عديدة !
    قال :
    _ سيكون هذا مصدر سرورى الخاص , يا سيدتى !
    ثم انحنى وغادر الحجرة , وتبينت * دونا * بشىء من الضيق انه قد سخر منها ثانية وليس علانية , ولكن كما لو كان فى الخفاء من خلف عينيه .
    فقفزت من النافذة وحطت على العشب الناعم أمام المنزل . لقد قام البستانيون بعملهم أمس او أول أمس , عندما وصلت الأخبار التى تنبىء بقدومها .. يا له من ضيق قد سببته ولاشك عندما اقتحمت على الناس هنا صفو حياتهم الهادئة , وعكرت صفو هذا الرجل الغريب المدعـو * وليم * ! .. وهل كانت طريقته فى الكلام ,كورنية , حقا ؟..
    ومن مكان ما , من النافذة المفتوحة فى جانب آخر من المنزل , أمكنها أن تسمع صوت * برو * اللائم , وهى تطلب ماء ساخنا للاطفال , وهديرا عاليا من * جيمس * يا له من طفل صغير مسكين .. لا يحب أن يغتسل ويستحم ويجرد من ملابسه .. !
    ثم سارت عبر فتحة فى الاشجار كانت تتذكرها منذ جاءت الى هنا اخر مرة .. كانت على صواب .. فلقد كان هناك النهر بالاسفل , متألقا هادئا , والشمس تشع فوقه فى هدوء , وثمة نسمة من الهواء تحرك سطحه . لابد أن يكون هناك قارب بمكان ما .. يجب ان تتذكر ان تسأل * وليم * عما اذا كان هناك قارب .. وبمقدورها أن تستقله وتتركه يجملها الى البحر . يجب أن ياتى * جيمس * أيضا . ويمكن لكل منهما أن يغمس يديه ووجهه فى الماء . فتقفز الاسماك من الماء , وتغرد حولهما طيور البحر ..
    يا له من شىء رائع , أن ينأى المرء بنفسه أخيرا , أن يهرب , أن يتحرر من قيوده , أن يعرف انه على بعد أكثر من ثلاثمائة ميل من لندن ومن بلاط الملك شارل , ومن ابتسامة * روكنجهام * الكريهة وعينى * هارى * الناعستين المرتبكتين ..
    كانت الشمس تغرب الآن خلف الاشجار .. وكان النهر بالاسفل يضرب لونه الى حمرة تثير الضيق . بينما كان * وليم * يضىء الشموع فى القاعة . لقد تناولت عشاءها متأخرة , وأكلت باستمتاع لم تعهده , جالسة وحدها عند طرف المنضدة الطويلة , بينما كان * وليم * يقف خلف كرسيهما منتظرا فى سكون .
    قالت :
    _ وليــم ..
    _ سيدتى !
    _ أخبرتنى وصيفتى ان الخادمات بالطابق الاعلى مستجدات على المنزل , وانك ارسلت فى طلبهن عندما سمعت بوصولى ؟
    _ هذا صحيح تماما يا سيدتى .
    _ماذا كان السبب , يا وليم ؟ لقد كنت اعتقد _واعتقد ان السير * هارى * يعتقد نفس الشىء_ أن * نافرون * بها دائما هيئة كاملة من العاملين .
    _ لقد بدا لى يا سيدتى , ويحتمل ان اكون مخطئا_ ان عليك ان تقولى_ ان خادما واحدا عاطلا بالمنزل فيه الكفاية . وقد عشت خلال السنة الاخيرة فى وحدة تامة .
    فتطلعت اليه من خلف كتفها قائلة :
    _ كان بمقدورى أن افصـــلك لهذا السبب يا * وليم *
    _ أجل يا سيدتى .
    _ومن المحتمل أن افعل ذلك فى الصباح .
    _ اجل يا سيدتى .
    واستمرت تأكل الفاكهة , وهى تفكر فيه , وقد تملكها الضيق وآثار همومها أن تجد خادما يمكن يكون من الصعوبة بحيث لا يمكن فهمه . ولكنها عرفت أنها لا تنوى فصله .
    _ لنفرض يا وليم اننى لم افصلك .. فماذا اذن ؟
    _ سأخدمك باخلاص يا سيدتى .
    _كيف يمكننى التأكد من ذلك ؟
    _لقد خدمت دائما من احبهم باخلاص يا سيدتى .
    لم تحر جوابا ازاء هذا , لان فمه الصغير المزرور لم يبد علامة من علامات الشعور تختلف عما كان عليه من قبل , كما ان عينيه لم تقولا شيئا , ولكنها شعرت فى قلبها انه لم يكن يسخر منها الان , وانه كان صادقا فى كلامه .
    وغادرت الحجرة دون ان تنبس بكلمة , عالمة انها قد وجدت صديقا فى هذا الرجل النحيل المثير للفضول . وضحكت خفية من نفسها , وهى تفكر فى * هارى * وكيف سيتطلع الى عينيها الواسعتين , دونما فهم : ( إن الرجل لا يحترم أحدا , ويحتاج لأن يجلد بالسوط ! ) .
    بعد فترة من الوقت صعدت الى حجرة نومها , ومرت على حجرات الأطفال لترى ما اذا كان كل شىء على ما يرام .. كانت * هنرييتا * تبدو أشبه بتمثال من الشمع , وخصلات شعرها الناعمة تحيط بوجهها , بينما كان * جيمس * بحاجبيه المعقودين مستغرقا فى نومه . ويبدو أشبه بكلب صغير سمين غضوب . وحركت يده الكامنة داخل الغطاء , وقبلتها . وفيما هى تفعل هذا فتح عينا وابتسم . وغادرت الحجرة فى هدوء , شاعرة بالخجل من رقتها نحوه . لا شك أنه سيكبر ليكون بدينا وفظا غليظ القلب , ويصيب بالتعاسة حياة امرأة ما ..
    ثمة شخص _ انه * وليم * فيما تعتقد _ قد قطف بعض الزهور ووضعها بحجرتها تحت صورة لها . لقد ملأت الحجرة بعبير قوى وحلو . ونظرت الى صورتها باهتمام . أأملك أنا ذلك الفم النهم ؟ وتلك النظرة النافذة الصبر تلوح من العينين ؟ أكنت أبدو على هذا النحو منذ ست او سبع سنوات مضت ؟! .
    وتساءلت اذ هى فى الفراش يداعب اجفانها النعاس . وترقب القمر يرسم اشكالا على الارض , اية رائحة كانت تلك الرائحة التى فرضت نفسها بالزهور _ انها رائحة أقوى . لقد بدا انها تنبعث من درج تحت المنضدة , ومدت ذراعها وفتحت الدرج ونظرت بداخله . كان ثمة كتاب هناك , وعلبة من التبغ . لقد كان التبغ , طبعا , هو ما شمته . تناولت العلبة . كان التبغ بنى اللون وناعما وطازجا , لا شك أن * وليم * لا يجرؤ على النوم فى سريرها , وان يرقد هناك وهو يدخن , ويتطلع الى صورتها ؟.. لو حدث ذلك لكان أمرا لا يغتفر .
    كان ثمة شىء بخصوص التبغ , شىء لا يماثل * وليم * لابد انها مخطئة _ ومع ذلك _ اذا كان * وليم * قد عاش هنا لمدة سنة وحده ؟
    وفتحت الكتاب _ أكان يقرأ الكتب , أيضا ؟ وكانت الآن أشد ارتباكا من ذى قبل , لأن الكتاب شعر , شعر فرنسى , تأليف الشاعر * رونسار * وقد كتب أحدهم بداخل الغلاف * ج , ب , أ *_ *فنيستير * .. وبأسفله رسم صورة بالغة الضآلة لطائر من طيور البحر .
    rowan
    rowan
    عضو مرشح للاشراف
    عضو مرشح للاشراف


    انثى
    عدد الرسائل : 1471
    العمل/الترفيه : جامعة الحياة كلية الصبر
    تاريخ التسجيل : 03/04/2008

    خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة Empty رد: خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة

    مُساهمة من طرف rowan الأحد 05 أكتوبر 2008, 11:48 am

    الفصل الثانى
    عندما هبطت * دونا * السلم فى الصباح , ناداها طفلاها بسرور .. وكانت * هنرييتا * ترقص فى سعادة كما كان * جيمس * , وهو لايزال نعسانا ينساب خلفها اشبه ببحار سعيد سكران , وذهب الثلاثة الى الغابة لجمع الازهار البرية .
    وهكذا مضى اليوم الأول , والتالى , والذى بعدهما , و * دونا * فرحة بحريتها التى استردتها من جديد . ومرت أيام سعيدة , وازداد لون الطفلين سمرة وتحسنت صحتهما . وحتى * هنرييتا * كانت تتخلى عن عادات اهل المدينة , راضية بان تجرى بقدميها الحافيتين على الاعشاب , وان تمارس الالعاب وتتدحرج على الارض مثلما يفعل جيمس , مثلها مثل اى حيوان صغير .
    كانا يلعبان على هذا النحو عصر ذات يوم , يقفزان ويسقطان فوق * دونا * , التى تستلقى على ظهرها وثوبها وشعرها فى فوضى جنونية ( بينما كانت * برو * التى لا ترضى ع هذه الفعال تقعد فى الداخل آمنة ) , كانوا دافئين وسعداء ويقترفون كل حماقة مع الشمس . وفجأة سمعت صوت حصان قادما فى اتجاه المنزل , ثم صوت ضجة عظيمة فى الفناء , مشفوعة بنداء مرتفع يصدر عن جرس عظيم . والأسوأ من ذلك أن * وليم * كان قادما نحوها , على العشب , وثمة رجل غريب فى أثره , رجل ضخم سمين ذو وجه احمر وعينين منتفختين قبيحتى الشكل , وشعره المستعار كث كثيف , يصل حتى ساقيه ويحمل عصا طرفها من ذهب .
    قال وليم بوقار دونما انزعاج من مظهرها المهوش الذى لا يشبه مظهر سيدة راقية فى شىء :
    _اللورد * جودلفين * يريد ان يراك يا سيدتى !
    فنهضت واقفة فى الحال , تحاول ان تهندم ثوبها وتصفف شعرها : كم هو مزعج , كيف يجرؤ على المجىء مقحما نفسه عليها . ثم ابتسمت وقالت :
    _ اننى مسرورة لرؤيتك .
    فانحنى بوقار لقولها ولم يحر جوابا . فقادت الطريق الى البيت وهى تختلس نظرة الى نفسها فى المرآة المعلقة الى الحائط , كانت هناك وردة خلف اذنها , فلم تهتم و وتركتها فى مكانها . ثم جلسا على كرسيين ونظر كل منهما الى الاخر فى ارتباك . وبينما كان اللورد * جودوفين * يعض الطرف الذهبى من عصاه . قال :
    _ سمعت انك هنا .. ورايت انه من الواجب , او من الممتع بتعبير أصح أن أقوم لك بزيارة فى أقرب وقت . لقد مضت سنوات عديدة منذ أن قدمت انت وزوجك الى * نافرون * . والواقع , اننى يمكننى القول , أنكما صرتما غريبين . اننى أعرف هارى جيدا عندما عاش هنا صبيا .
    _ حقا ..؟!
    قالتها * دونا * دون أن تواتيها القدرة على رفع عينيها عن فقاعة بجانب أنفه , لحظتها توا فحسب . يا له من رجل مسكين تعيس الحظ , وأبعدت نظرها بسرعة مخافة أن يتبين أنها كانت تنظر إليها .
    واستأنف قائلا :
    _أجــل , يمكننى القول اننى اعتدت ان اعتبر * هارى * من بين أعز أصدقائى .. ولكنا لم نره منذ زواجه الا قليلا , فهو يقضى كل وقته فى لندن !
    ففكرت فى نفسها قائلة انه يلومنى بالطبع ..
    وقالت :
    _ واننى آسفة لان اقول ان * هارى * ليس معى , واننى وحدى هنا مع الطفلين !
    قال :
    _ شىء مؤسف تماما .
    فلم تجب بشىء .
    واستطرد قائلا :
    _ كان يمكن ان تاتى زوجتى معى .. واكن صحتها متوعكة فى الوقت الحالى . بالاختصار ....
    ولزم الصمت هنيهــة , لايدرى كيف يستأنف الحديث , فابتسمت * دونا * قائلة :
    _ اننى مدركة تماما .. فانا نفسى لدى طفلان .
    فازداد وجهه احمرارا عندما سمع تلك الكلمات , وانحنى , قائلا :
    _ ونحن ننتظر طفلا .
    قالت *دونا * عاجزة مرة اخرى عن أن ترفع ناظريها عن الفقاعة العالقة بأنفه :
    _ بالطبـــع !
    لكم هى مخيفة بالنسبة لزوجته ! ولكن * جودلفين * كان يتكلم ثانية , قائلا شيئا عن سرور زوجته باستقبالها فى اى وقت , وعن قلة الجيران , وهكذا ..
    وفكرت * دونا * فى نفسها قائلة , لكم كان غبيا ثقيل الظل , أما من طريق وسط بين هذا الغباء المظهرى الجهم وبين شر * روكنجهام * المتهور ؟ أيمكن أن يصبح * هارى * مثل هذا الرجل اذا عاش فى * نافرون * ؟!
    كان * جودوفين * يقول :
    _ كنت أتوقع أن يمنحنا * هارى * بعض العون هنا . لاشك أنك قد سمعت عن متاعبنا.
    قالت * دونا * :
    _ لم أسمع شيئا .
    _ لم تسمعى ؟ ربما كنت بعيدة جدا عن هنا بحيث لا تصلك الاخبار , بالرغم من انه هناك كلام كثير بخصوصه . لقد تعذبنا اكثر مما نحتمل هنا من افعال قرصان , فثمة بضائع ذات قيمة عظيمة قد فقدت فى * بنرين * وعبر الساحل .. كما هوجمت ممتلكات جار من جيرانى منذ اسبوع مضى او مايقرب من هذا .
    قالت * دونا * :
    _ يا له من أمر مكدر .
    فأعلن * جودولفين * قائلا :
    _ بل انه امر اكثر من مكدر . انه مثير للغثيان !
    واستطرد وقد تزايد وجهه احمرارا وجحظت عيناه اكثر من ذى قبل :
    _ ولايعرف احد ان يعالج الامر . لقد أرسلت شكاوى الى لندن ولم اتلق ردا . ارسلوا لنا بعض الجنود من بريستول , ولكن لا جدوى منهم . لا , اننى استطيع ان ارى اننى وغيرى من الملاك فى هذا الجانب من البلد سيتعين علينا ان نتحد ونعالج الخطر , وانه لمن المؤسف للغاية ان * هارى * غير موجود فى * نافرون * من المؤسف جدا .
    سألته *دونا * وهى تضغط أظافرها فى يديها لتمنع نفسها من الابتسام :
    _ هل استطيع ان افعل شيئا لمساعدتكم ؟
    فبدا عليه الغضب , وقال :
    _ يا سيدتى العزيزة و لا شىء يمكنك فعله , الا ان تطلبى من زوجك ان ياتى ليساعد اصدقاءه بحيث نستطيع ان نحارب هذا الفرنسى اللعين .
    قالت متسائلة :
    _ فرنسى ؟
    قال وهو يكاد يصرخ من الغضب :
    _ لم تسألين , أجــل , وذلك أسوأ ما فى الأمر . فهذا الشخص اجنبى لعين , ويبدو انه لسبب او لاخر يعرف ساحلنا جيدا , وينزلق بعيدا الى الجانب الاخر , الى * بريتانى * قبل ان نتمكن من القبض عليه . وسفينته اسرع من اى سفينة من سفننا فى هذا الجزء من البلد . انه يزحف الى موانينا ليلا , ويرسو فى سكون مثل الفأر , ويمسك ببضائعنا ويرحل قبل الصباح بينما رجالنا ينفضون النوم عن عيونهم .
    قالت * دونا * :
    _ الواقع انه اشد مهارة منكم .
    فأجابها وقد شعر بالاهانة فى الحال :
    _ أجــل اذا راقك ان تصورى الامر هكذا .
    قالت :
    _ أخشى ألا يستطيع * هارى * الامساك به أبدا , فهو كسول جدا .
    قال * جودولفين * :
    _ انا لا ادعى ان يستطيع , ولكننا نحتاج مزيدا من الرؤوس للمشاركة فى هذا الامر . ربما كنت لا تدركين مدى جدية الامر .. لقد سرقنا مرة بعد مرة , ونساؤنا ينمن فى قلق على حياتهن , وليس على حياتهن فقط .
    _ او ه .. أهو قرصان من ذلك النوع اذن ؟
    قال * جودولفين * بحدة :
    _ لم يفقد أحد حياته بعد , وما من واحدة من نسائنا قد اغتصبت . ولكن اما كان ذلك الرجل فرنسيا فقد تبينا جميعا , ان الامر مسألة وقت قبل ان يحدث شىء مخجل !
    قالت * دونا * :
    _ أوه.. بالطبع !
    ولما كان الضحك يرتفع بداخلها , فقد وقفت وسارت باتجاه النافذة . كان الرجل شديد التجهم والثقة بنفسه بحيث لم تعد تحتمله , فيغلبها الضحك . ولكن شكرا لله , فقد فهم الرجل من حركتها انها اشارة له بالذهاب . فانحنى بوقار وقبل اليد التى مدتها اليه .
    لقد أملت أن يكون الزائر الاخير , لان هذا النوع من الامور لم يكن ماقصدت اليه , فهذه الجلسات الوقورة على الكراسى وعقد احاديث لا اثارة فيها ولا تشويق كانت أسوأ من الحياة الغبية فى لندن . فيجب أن تنبه * وليم * الى انه اذا جاء ضيوف أخرون فليخبرهم بانها غير موجودة بالبيت !.. وقالت :
    _ أجل يا * وليم * , لقد حضرت الى * نافرون * لاتجنب الناس , واتفرد بنفسى . اريد ان انعزل عن العالم طالما كنت هنا ..
    قــال :
    _ اجل يا سيدتى , لقد اقترفت خطأ هذا المساء ولن يحدث ثانية .وستستمتعين براحتك وتحققين هروبك .
    قالت :
    _ هروبى ؟
    فأجــاب :
    _ أجل , يا سيدتى , فاننى اعتقد ان هذا هو سبب وجودك هنا .. لقد هربت من نفسك اللندنية , وكان نافرون مكان اختفائك .
    فلزمت الصمت لحظة مندهشة .. ثم قالت :
    _ ان لديك موهبة مدهشة فى رؤية ما يدور بداخل عقول الناس يا * وليم * من أين جاءتك ؟
    قـــال:
    _ كان سيدى السابق يتحدث الى طويلا وفى كثير من الاوقات .والكثير من افكارى مستعار منه . وقد اعتدت دائما أن ألاحظ الناس كما كان يفعل هو . واعتقد أنه كان سيدعو وصولك الى هنا هروبا .
    _ ولماذا تركت سيدك يا * وليم * ؟
    _ لقد أضحت حياته فى الوقت الحالى , يا سيدتى , بحيث لا تفيد شيئا كثيرا من خدماتى . فقررنا اننى قد اكون اكثر نفعا فى مكان أخر .
    _ وعلى هذا فقد أتيت الى نافرون ؟
    _ أجل .. يا سيدتى .
    _ وعشت وحدك هنا ؟ ربما كانت نافرون ايضا مكان هروب بالنسبة لك .
    _ ربما تكون كذلك يا سيدتى .
    _ وماذا يفعل سيدك السابق ؟
    _ انه يسافر يا سيدتى .
    _ أيقوم برحلات من مكان لاخر ؟
    _ تماما يا سيدتى .
    _ فهو أيضا يا * وليم * هارب . فالناس الذين يسافرون دائما يفعلون ذلك لكى يهربوا .
    _ كان سيدى يبدى نفس الملحوظة , يا سيدتى . والواقع اننى استطيع القول بان حياته هروب لا ينتهى ابدا.
    قالت * دونا * :
    _ شىء سار بالنسبة له . أما نحن فلا نقدر أن نفعل ذلك الا من حين لاخر . ومهما عظم تظاهرنا باننا احرار . فاننا لا نعرف الحرية الا لفترة من الوقت .. فايدينا ترسف فى الاغلال .
    _ هكذا الامر يا سيدتى .
    _ وسيدك الا تغله قيود من اى نوع ؟
    _ لا شىء منها اطلاقا !
    _ انى اود ان أقابل سيدك يا * وليم * .
    _ أظن أنكما ستتفقان حـــول كثــير من الامور يا سيدتى .
    _ ربما مر يوما ما بهذا الطريق اثناء اسفاره .
    _ ربما يا سيدتى .
    وشعرت انها بحاجة الى ان تتحدث الى البحر ,. الى البحر المنبسط بلا حدود . وليس الى النهر . وعندما سرت البرودة فى المساء وهبطت الشمس من اعالى السماء , وصلت أخيرا الى مرتفع من الارض حيث صاحت طيور البحر غاضبة عند وصولها , لان الفصل كان فصل بناء الاعشاش . وتطلعت شاخصة الى البحر فيما هى تلقى بنفسها على العشب الخشن واحجار المرتفع .
    كان هناك النهر , بعيدا الى اليسار , واسعا ومتألقا عندما يلتقى بالبحر , وكان البحر نفسه هادئا تماما , وقد خلعت عليه الشمس الغاربة احمرارا ولونا شبيها بلون النحاس الاحمر . واما هناك بالاسفل , فقد كانت الامواج الصغيرة تتكسر تكسرا خفيفا على الصخور .
    وبينما كانت * دونا * راقدة وتتطلع مراقبة ما يجرى , وقلبها يغمره السلام , رأت علامة واهنة على الأفق , ثم شيئا فشيئا أخذت شكلا , ثم رأت الاشرعة البيضاء لسفينة من السفن . ولم تقم السفينة لفترة من الوقت باى تقدم لانه لم تكن هناك نسمة من الريح ,
    وبدت كأنها معلقة هناك , بين البحر والسماء أشبه بلعبة مرسومة فى لوحة . ثم ملأت رياح المساء الخفيفة الاشرعة , وزحفت السفينة قادمة فى اتجاه الارض , فى سكون , وفى صفاء , تاركة خلفها اثرا طويلا اسود . وراود * دونا * شعور ما , كما لو ان ثمة يد لمست قلبها , كما لو ان صوتا همس فى عقلها , (سأتذكر هذا ) . لحظة حلم بالمستقبل , جالبة معها الدهشة , والخوف , وفرحا غريبا مفاجئا , واستدارت * دونا * وهى تبتسم لنفسها دونما سبب , وتقدمت عبر التلال الى نافرون , وهى تقفز فوق المستنقعات كأنها طفلة , بينما كانت السماء تعتم , والقمر يرتفع . وريح الليل تهمس فى الأشجار الفارغة .
    ..........
    انتظروا الاجزاء التالية من خليج القرصان الفرنسى
    وكيف سيتحول هدوء دونا سانت كولمب الى ذكرى لا تنسى واحداث لم تتوقعها ابدا
    الشاعر
    الشاعر
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 5258
    العمر : 36
    الموقع : www.friends100.ahlamontada.com
    العمل/الترفيه : حاصل على ليسانس حقوق
    تاريخ التسجيل : 12/03/2008

    خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة Empty رد: خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة

    مُساهمة من طرف الشاعر الثلاثاء 07 أكتوبر 2008, 3:13 pm

    والله فعلا روايه وقصه جامده يا روان

    احنا فى انتظار الباقى يار يت تكمليه

    وانا قريت الاقصه كلها

    ومنتظر اعرف البحار الفرنسى اللى انا اتوقع انه هوا اللى قادم

    حيعمل ايه معاها


    وانتظر هل ستكون سببا فى هزيمه البحار ده ولا ايه اللى حيحصل بالظبط

    ده اللى انا منتظره ان شاء الله

    من قصه خليج القرصان الفرنسى



    شكرا يار وان على القصه والروايه الرائعه


    وان شاء الله تتثبت

    عشان الكل يتمتع بيها

    لكى تحياتى

    وشكرا على القصه الرائعه
    rowan
    rowan
    عضو مرشح للاشراف
    عضو مرشح للاشراف


    انثى
    عدد الرسائل : 1471
    العمل/الترفيه : جامعة الحياة كلية الصبر
    تاريخ التسجيل : 03/04/2008

    خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة Empty رد: خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة

    مُساهمة من طرف rowan الخميس 09 أكتوبر 2008, 1:15 pm

    ميرسى مرورك الجميل ياشاعر
    وان شاء الله تعجبك الرواية للاخر
    وياريت تعجب اخواتى عالمنتدى
    باذن الله
    تحياتى
    روااااااااااااااانا
    rowan
    rowan
    عضو مرشح للاشراف
    عضو مرشح للاشراف


    انثى
    عدد الرسائل : 1471
    العمل/الترفيه : جامعة الحياة كلية الصبر
    تاريخ التسجيل : 03/04/2008

    خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة Empty رد: خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة

    مُساهمة من طرف rowan الخميس 09 أكتوبر 2008, 2:11 pm


    الفصل الثالث



    لقد ذهبت الى الفراش فور عودتها , لان السير أتعبها , وسرعان ما أستغرقت فى النوم , بالرغم من أن الستائر كانت مرفوعة والقمر يسطع فى الحجرة . ثم , لابد أن الوقت كان بعد منتصف الليل تماما , عندما استيقظت .. كان هناك صوت وقع اقدام باسفل النافذة .. هل يمكن أن يكون هناك أحد فى ذلك الوقت من الليل ؟

    غادرت الفراش واتجهت الى النافذة .. لم تستطع أن ترى شيئا ..فذلك الذى كان واقفا تحت نافذتها لاشك انه قد ذهب .. لقد انتظرت وراقبت , وفجأة , من بين الاشجار خلف الاعشان , تحرك شكل فى ضوء القمر وتطلع ناظرا الى المنزل , ورأته يضع يديه فى فمه ويعطى صفارة رقيقة , خافتة , وفى الحال زحف شكل آخر خارجا من ظلال المنزل وجرى بسرعة عبر الاعشاب صوب الرجل الواقف بجوار الاشجار , وارتفعت يده كما لو كان يصدر تحذيرا , ورأت ان * وليم * هو الشكل الذى يجرى .ثم ابتعد الشكلان واختفيا فى ظلال الاشجار .

    وتساءلت عما اذا كانت غاية فى الغباء حين وثقت * بوليم * . فأى إنسان آخر كان قد طرده فى ذلك المساء الاول عند علمه كيف عاش فى البيت بمفرده . دون أن تصدر له أوامر بان يتصرف على هذا النحو . وطريقته فى السلوك , التى لاتشبه فى شىء سلوك الخــادم العــادى , تلك الطرق السلوكية التى أثارت اهتمامها .. ثم علبة التبغ وكتاب الشعر .. لم تستطع ان تفهم كل هذا .. ولكن لابد أن تفعل شيئا فى الصباح !

    وهكذا دون أن تستطيع أن تقرر شيئا , وقد تحير فكرها .. غشيها النوم أخيرا , ونور الصباح القاتم يختلس طريقه الى الحجرة .
    كان اليوم دافئا ومتألقا , مثل اليوم السابق , تنيره شمس ذهبية عالية فى سماء بلا سحب . وعندما نزلت * دونا * , وكانت حركتها الاولى فى اتجاه الاشجار حيث اختفى الرجل الغريب * ووليم * فى الليلة الماضية . أجـل , لقد كان الامر كما توقعت , وكانت خطواتهما قد تركت اثرا خفيفا , خلال الازهار البرية , يسهل تتبعه . وأدت بها مباشرة عبر طريق الغابات وعميقا الى الاسفل خلال أشد الاشجار كثافة . واستمرت فترة من الوقت , وكان اثر الاقدام يؤدى الى الاسفل , ملتويا , غير واضح , اشد صعوبة الان فى تتبعه , وفجأة تبينت أن هذا الطريق سيؤدى بها فى نفس الوقت , فى اتجاه النهر او فرع من النهر , لانها رأت عن بعد ضوءا ينعكس من الماء . لم يخطر ببالها انه يمكن ان يكون ثمة ماء على قرب منها بهذا الشكل . لانه من المؤكد أن النهر نفسه يجب ان يكون بعيدا الى الخلف منها , جهة اليسار , وكان هذا الخيط من الماء الذى رأته غير معروف , فهو اكتشاف . ترددت لحظة , لا تعرف ما اذا كان عليها ان تتقدم , ثم تذكرت مدى تأخر الوقت . فالطفلان وربما * وليم * نفسه فى انتظار الاوامر . فاستدارت راجعة , وتسلقت صاعدة خلال الغابات مرة اخرى , واستمرت فى طريقها حتى وصلت الى منزل نافرون .. يجب ان يؤجل الامر الى وقت افضل , ربما فيما بعد عندما يجىء الغروب .

    وأخيرا , عندما خرج الطفلان مع * برو * , وأرسل * وليم * فى مهمة , وضعت ثوبا قديما لا يعنيها اذا ما تمزق , ومنديلا حريريا على رأسها , وانزلقت خارجة من منزلها مثلما يفعل اللصوص .

    تتبعت أثر الاقدام التى وجدتها فى الصباح , لكنها فى هذه المرة أخذت طريقها مباشرة الى الغابات دون تردد . أجل , فهناك مرة أخرى انعكاس على الماء , ذلك الانعكاس الذى أثار دهشتها . لقد اصبحت الاشجار اقل عددا .. وهناك , فى مواجهتها مباشرة كان هناك الخليج . ساكنا لا ينم عن صوت , مختفيا بالاشجار , خفيا عن أعين الناس . فنظرت اليه فى تعجب لانها لم تكن تدرى عن وجود شيئا , هذا الفرع الخفى من النهر زاحفـــا داخل ارضها , تحجبه , وتخفيه عن الانظار الغابات نفسها .

    كان المد مندفعا . فاستأنفت طريقها , حتى وصلت الى مكان ينحنى فيه الخليج , وعندئذ توقفت ورجعت الى الاشجار , لان فى مواجهتها هناك , حيث يتسع الخليج فجأة , كانت ترسو سفينة شديدة القرب منها بحيث كان بمقدورها ان تلقى شيئا على سطحها , وعرفتها فى الحال .

    لقد كانت هى السفينة التى رأتها ليلة أمس , وكان الاسم الذى كتب عليها بالطلاء هو * لامويت * .
    كان كل شىء هادئا يرتع فى غمرة سكون أمسية من أمسيات الصيف . ففكرت * دونا * فى انه ما كان بمقدور احد ان يعرف ان السفينة ترسو فى الخليج , محجوبة عن الانظار بالاشجار من مصب النهر الا اذا سار كما سارت من منزلها فى نافرون ..

    وصعد رجل على سطح السفينة , رجل نحيل باسم الوجه , مثل قرد , ويحمل آلة موسيقية غريبة فى يديه . وجلس وأخذ يلمس أوتار آلته ويغنى , بحنان فى أول الأمر , ثم أخذ صوته فى الارتفاع قليلا , وتبينت * دونا * وهى تحاول سماع الكلمات , وقد غمرتهــا موجة من الفهم , بينما يخفق قلبها بجنون . ان الرجل كان يغنى بالفرنسية .

    لقد عرفت , وفهمت .. وجف فمها ولأول مرة فى حياتها شعرت بنوبة غريبة من الخوف .

    لقد كان هذا مكان اختفاء الرجل الفرنسى _ وتلك كانت سفينته . كان يجب عليها ان تفكر بسرعة , وتخطط خطة , وتصنع من معرفتها بعض الفائدة . كم يبدو واضحا الان , هذا الخليج الساكن , وهذا المكان الصالح تماما للاختفاء .. يجب أن يتم فعل شىء , يتعين عليها ان تقول شيئا وأن تدلى بما تعرف لانسان يشاركها هذا الاكتشاف .

    أهى فى حاجة الى ذلك ؟ أبمقدورها أن ترحل الآن , متظاهرة انها لم تر السفينة , وتنسى أمرها , أو تتظاهر بنسيانها .. فتفعل أى شىء لتتجنب التورط فى هذا الأمر , لانه قد يعنى نهاية سلام نفسها , كما يعنى الانزعاج والقلق .. ويعنى جنودا يتحركون فى ضجة خلال الغابات , ومجىء * هارى * من لندن , وكافة انواع المشكلات , ولن تعود نافرون المكان الامين الذى تهرب اليه . لا , لن تبوح بشىء لاحد , ستزحف بعيدا الان , راجعة الى الغابات والى البيت , محتفظة بمعرفتها الآثمة طى الكتمان .. فلا تخبر أحدا , تاركة أعمال النهب والسلب على علاتها .. فيم يهم الأمر ؟ يجب أن يحتمل * جودولفين * وأصدقاؤه الاغنياء , فانها لن تهتم .

    وعندئذ , بينما هى تستدير لتنزلق مبتعدة بين الاشجار , برز شكل من خلفها , من الغابات , وألقى بمعطفهه على رأسها , وحجب عينيها , وقيد ذراعيها الى جانبيها بحيث لا تستطيع التحرك , ولا تستطيع المقاومة , فسقطت عند قدميه , بلا حول , وشعرت بأنها قد ضـاعت !

    الشاعر
    الشاعر
    Admin
    Admin


    ذكر
    عدد الرسائل : 5258
    العمر : 36
    الموقع : www.friends100.ahlamontada.com
    العمل/الترفيه : حاصل على ليسانس حقوق
    تاريخ التسجيل : 12/03/2008

    خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة Empty رد: خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة

    مُساهمة من طرف الشاعر الأربعاء 15 أكتوبر 2008, 1:34 pm

    هههههههههههههههه

    ليه كده يا روان

    ايه التشويق ده لالالالالالالالالالالالا كان لازم تكمليها

    علعموم انامنتظر الفصل الرابع الى اكيد حيكون كله

    احداث جامده


    شكرا ياروانا على القصه والروايه الرائعه بجد

    تسلم ايدك عليها
    rowan
    rowan
    عضو مرشح للاشراف
    عضو مرشح للاشراف


    انثى
    عدد الرسائل : 1471
    العمل/الترفيه : جامعة الحياة كلية الصبر
    تاريخ التسجيل : 03/04/2008

    خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة Empty رد: خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة

    مُساهمة من طرف rowan السبت 18 أكتوبر 2008, 11:58 am


    بشكرك مرورك وتواجدك الدائم شاعر
    لك منى كل تحياتى ولك تكملة الرواية
    .....
    رواااااااان
    rowan
    rowan
    عضو مرشح للاشراف
    عضو مرشح للاشراف


    انثى
    عدد الرسائل : 1471
    العمل/الترفيه : جامعة الحياة كلية الصبر
    تاريخ التسجيل : 03/04/2008

    خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة Empty رد: خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة

    مُساهمة من طرف rowan السبت 18 أكتوبر 2008, 1:43 pm

    الفصل الرابع
    كان شعورها الأول هو شعور الغضب . كيف يجرؤ امرؤ على أن يعاملها هكذا , وان يقيدها مثلما تقيد الدجاجة , وأن يحملها الى الماء . لقد القى بها بفظاظة فى قاع القارب , وتناول الرجل الذى امسك بها المجدافين واندفع متجها الى السفينة . وأطلق صيحة .. صيحة طائر بحرى .. ونادى على زملائه فى السفينة بلــغة لم تستطع أن تفهمها . وسمعتهم يردون عليه ضاحكين .
    كانت قد حررت نفسها الآن من المعطف , وتطلعت ناظرة الى الرجل الذى امسك بها . وتحدث اليها بالفرنسية وضحك . كانت تلةح بعينيه نظرة مرحة , كما لو كان الامساك بها لعبة , ونكتة مسلية فى أمسية من أمسيات الصيف . نظرت اليه فى كبرياء غاضبة , فرسم على وجهه تعبيرا يوحى بالتجهم , متظاهرا بأنه خائف وأنه يرتجف فرقا . كان كل شىء مختلفا عما كانت تتوقع . كان هؤلاء الرجال أشبه بالأطفال , وقد سرهم أن يروها , يبتسمون ويصفرون , بينما كانت تعتقد أن القراصنة رجال يثيرون الخوف ويضعون حلقانا فى آذانهم وسكاكين بين اسنانهم .
    كانت السفينة نظيفة .. وكانت تتخيل أن سفينة القرصان يجب ان تكون قذرة وملطخة بالبق وتفوح برائحة شريرة .. كما كانت أنيقة منسقة .. وكان خشب ارضياتها خاليا من البقع , وفى الجانب الأمامى من السفينة , حيث يعيش الرجال ,كما افترضت , كانت تنبعث رائحة الحساء الطيبة التى تثير الشهية .. وكان الرجل يقودها خلال أحد الأبواب ويهبط بها بضع درجات , ونقر على باب آخر , فرد عليه صوت هادىء يدعوه للدخول .
    وقفت * دونا * عند الباب , وهى تجد بعض الصعوبة فى الرؤية لأن أشعة الشمس كانت تنساب بداخلها من خلال النوافذ , مكونة أشكالا مائية على الخشب الخفيف . وشعرت مرة أخرى بأنهــا غبية ساذجة , لأن هذه لم تكن الثغرة المظلمة التى تخيلتها , المليئــة بالزجاجات الفارغة والأسلحة , لقد كانت أشبه بحجرة فى بيت بها كراسى , ومنضدة لامعة , ورسومات قليلة لطيور على الجدران , كما كان بها شىء يريح الأعصاب .
    وانصرف الرجل الذى أتى بها , مغلقا الباب بهدوء , بينما استمر الشخص الجالس الى المنضدة فى كتابته غير عابىء بدخولها . ثم تبيت انه لم يكن يكتب اطلاقا بل يرسم . كان يرسم برقة وبعناية عظيمة , صورة طائر بحرى .
    لم تعرف عنـــدئذ فيما تفكر, لان القراصـــنة لم يكونوا على هذا النحو, أو القراصــنة الذين فى خيالها على الأقل, ولم لا يكون القرصان الحق شخصا ,شريرا, شتاما وتكون يداه قذرتين , ملطختين بالشحم ,ولا يكون هذا الشخص الجاد,الجالس الى منضدة لامعة دون أن يأبه لها ؟
    ثم تكلم أخيرا بصوت أجنبى خفيض , وكان لا يزال محافظــا على عدم النظر اليها , مستمرا فى الرسم . وقــال :
    _ يبـــدو أنك كنت تحافظين على مراقبــة سفينتى ؟!
    فشعرت بالغضب فى الحــال وقـالت متحدثة ببرود , ووضوح , بالصوت الصبيانى الذى تخاطب به الخدم :
    _ بل على العكس تماما . يبــدو أن رجالك حطوا على أرضى دون اذنى .
    فتطلع اليها فى الحال .. ونهض واقفا .. فبدا طويلا , بل أطول كثيرا مما تخيلت _ ولاحت بعينيه السوداوين نظرة تدل على أنه تعرف عليها , أشبه بلهيب مفاجىء , وابتسم ببطء , كما لو كان يبتسم فى الخفاء . وقــال :
    _ أقدم أشد تأسفاتى تواضـــعا .. لم أتبين أن سيدة بيت نافرون قد جاءت لتزورنى .
    وحرك كرسيا فى مواجهتها , فجلست , دون أن تنبس بحرف . وواصل النظر اليها , بتلك النظرة التى تدل على انه قد تعرف عليها , نظرة مرح خفى تشع فى عينيه .
    قالت , لانه كان يتعين عليها ان تقول شيئا , بينما لم يكن يفعل شيئا الا النظر اليها بطريقتــه الغريبة الفضولية :
    _ أكان امساكى واحضارى الى هنــا بحسب أوامرك .
    قــال:
    _ لدى رجالى اوامر بتقييد كل من يقترب من الخليج . ولم نصادف أيه متاعب . ولكنك كنت أشد جسارة من أهالى البلد , وأخشى أن تكونى قد عانيت بسبب جســارتك . انك لم تصابى بأذى , أليس كذلك ؟
    فقــالت بحدة :
    _ لا
    _ مم تشكين اذن ؟
    قالت وقد انتابها الغضب للمرة الثانية لانه كان يحاول ان يبديها غبية بلهاء , ولكن غضبها أمتعه فحسب :
    _ اننى لم اعتد ان يعاملنى احد هكذا . ماذا تنوون أن تفعلوا بى ؟
    فأجاب :
    _ آه , لاأعرف الاجابة على ذلك . يجب أن استطلع الكتاب الذى دونت فيه لوائحى .
    وفتح درجا فى المنضدة واستخرج كتابا . وقلب الصفحات ببطء ووقار شديد .. وقرأ بصوت مرتفع :
    _ السجنــاء .. طرق القبض عليهم .. الاستجواب .. المعاملة .. أجل .. كل شىء هنا .. ولكن لسوء الحظ أن هذه الملحوظات عن القاء القبض ومعاملة السجناء الذكور . يبدو اننى لم اعمل اية ترتيبات لمعاملة الاناث . وهذا فى الحقيقة اهمـــال شديد منى .
    وفكرت فى * جودولفين * ومخــاوفه , ورغم ماهى فيــه من ضيق فقد ابتسمت , وهى تتذكر كلماته : ( لما كان هذا الشخص فرنسيا , فإن الأمر مسألة وقت فحسب ).
    وقطع صوته مسار أفكارها , وهو يقول :
    _ذلك أفضــل , إنك لا تبدين فى خير حالاتك عنـــدما تغضبين , كما تعرفين , لقد بدأت الآن تبدين كما أنت بالفعل .
    قــالت :
    _ ماذا تعرف عنى ؟
    فابتسم ثانية وهو ينحنى الى الامام فى مقعده وقال :
    _ السيدة سانت كولمب , طائر البلاط المدلل . الليدى دونا التى تحتسى الخمر فى حانات لندن بحثا عن المغامرة . انك مشهورة تماما , كما تعرفين !
    فوجدت نفسها ووجهها يحمر خجــلا , وقد هزتها كلماته التى اظهرت رأيه الذى لا يشرفهـــا . فقـالت :
    _ ذلك لم يعد .. لقد انتهى !
    _ تقصدين لفترة من الوقت ؟!
    _ لا ... الى الأبد ..!!
    فشرع يصفر لنفسه بحنان .. وتناول الصورة التى يرسمها وأخذ يعبث بها , ويضع الخلفية .
    قال وهو يتطلع اليها ثم يحول نظره عنها :
    _ ان الخليج هو مكان هروبى .. لقد أتيت هنا لكى لا أفعل شيئا . ثم أبحر ثانية قبل أن تتحكم فى البطالة .
    قالت :
    _ لتكون قرصانا وتسرق جيرانى .
    فوافق قائلا :
    _ لأكون قرصانا وأسرق جيرانك !
    وأنهى رسمه ووضعه بعيدا ثم نهض قائمــا ناشرا ذراعيه فوق رأسه . قالت :
    _ ذات يوم سيلقون القبض عليك .
    فقال :
    _ ذات يوم .. ربمــا .
    وتحرك فى اتجاه النــافذة ناظرا عبرها وظهره اليها , وقال :
    _ تعالى وانظرى !
    فنهضت عن كرسيها وذهبت ووقفت بجانبه . وتطلع كل منهما الى الماء , حيث كان يحوم عدد كبير من طيور البحر باحثة عن الطعام .
    وأخبرها قائلا :
    _ انها تأتى فى عشرات دائمــا . يبدو أنها تعرف فى الحال متى نعود , وهى تأتى الى هنا قادمة من الساحل , ويطعمها رجالى دائمــا . ولا أستطيع أن أمنعهم , وأنا على ما أنا عليه من سوء . اننى القى اليها دائما بقطع من الخبز , من هذه النافذة .
    وضحك , والتقط قطعة من الخبز , والقى بها اليها , وغطست طيور البحر بحثا عنها , وهى تتعارك وتصايح . قال :
    _ ربما كانت تشعر ان السفينة من أقربائها . انها غلطتى أن أطلقت عليها اسم * لامويت * .
    قالت :
    _ لامويت .. معناها الطائر البحرى !
    _ لقد نسيت ماذا تعنى .
    واستمرا يراقبان طيور البحر , وهما منحنيان على النافذة .
    وحدثت * دونا * نفسها بأن هذا جنون . لماذا أفعل هذا ؟ انه ليس ما قصدت , وليس مانويت . فاننى الآن , ولا شك سأقيد بالحبال ويقذف بى فى مكان مظلم داخل السفينة أعانى الآلام وفمى مكمم ,وها نحن نلقى الخبز الى طيور البحر وقد نسيت ماأنا عليه من غضب .
    وقطعت حبل الصمت بقولها :
    _ لم أنت قرصان ؟
    فأجاب :
    _ لماذا تمتطين الجياد البالغة الشراسة ؟
    فقالت :
    _ بسبب الخطر , وبسبب السرعة . وبسبب اننى قد أقع من فوقها .
    فقال :
    _ ذلك هو السبب فى اننى قرصان .
    _ أجل , لكن .
    _ ليس هناك لكن من أى نوع . فانها جميعا بالغة البساطة فى الواقع , وليس هناك مشكلات معقدة بخصوصها . ليس بى غضب من المجتمع , ولا حقد مرير على بنى قومى . كل ما فى الامر هو أن مشكلات حياة القرصان تثير اهتمامى . ليس مجرد قتال وقتل , كما تعرفين . فالتنظيم يستغرق منى عدة ساعات لأيام عديدة , فكل تفصيلة من عملية ارساء السفينة يجب التفكير فيها والاعداد لها . انى اكره العمل الذى يتم بلا تدبر . ان الامر كله هو مشكلة تنفذ فى الذهن . وعندئذ احصل على متعتى .. على لحظة اثارتى .. لنه شىء يرضى النفس غاية الرضــا .
    قالت :
    _ أجل . أجل . انى افهمك .
    قال وهو يضاحكها :
    _ انك متحيرة , ألست كذلك ؟ لانك توقعت ان تجدينى أسوء من يعاقر الخمر وملقى هنا على الارض , محاطا بالدماء والسكاكين والزجاجات والنساء الشريرات .
    فبادلته الابتسام ولم تحر جوابا .
    ومد يده ليتناول علبة التبغ الموضوعة على الرف وشرع يهز القماش فى يده . كانت مغلقة تماما , شديدة السواد وبنية اللون . وفجأة , انهالت عليها الحقيقة مثلما تنهال ضربة , ورأت رسم طائر بحرى داخل الغلاف . ورأت وليم يجرى فى اتجاه الاشجار .. وليم .. وسيده .. سيده الذى يقوم برحلات متنقلا من مكان الى اخر .. والذى كانت حياته هروبا لا ينتهى أبدا .. فتنهدت .
    وتطلع اليها قائلا :
    _ ماذا فى الامر ؟
    قالت :
    _ انه أنت . انت الذى تركت علبة التبغ فى حجرة نومى , وكتاب رونسار . وانت الذى نمت فى سريرى .
    فواجهها مبتسما , مسرورا من اختيارها للكلمات , ومبتسما ايضا من دهشتها , واضطرابها .
    وقال :
    _ هل تركت هذه الاشياء هناك . لقد نسيت .. لكم يبلغ خطأ واستهتار وليم اذ لم يلحظ ذلك .
    قالت :
    _ لقد كان من أجلك بقاء وليم فى نافرون . كما أنه طرد كل الخدم من أجلك . وطوال تلك الشهور التى كنا خلالهافى لندن كنت انت فى نافرون ..
    قال :
    _ لا . ليس كل الوقت . بل من حين لاخر . فأثناء الشتاء , كما تعرفين , يكون الجو رطبا هنا فى الخليج . وأن تغييره تغييرا رائعا , هو الانتقال الى حجرة نومك المريحة . ولعى أية , لقد شعرت دائما انك لن يهمك الأمر .
    واستمر ينظر اليها , ونظرة السرور الخفى تشع دائما فى عينيه .. وقال :
    _ لقد سألت صورتك , كما تعرفين . وتحدثت اليها مرات عديدة . وقلت , يا سيدتى ( لاننى كنت متواضعا جدا ) , هلا كنت من العطف بحيث تسمحين لرجل فرنسى متعب بأن يستمتع باستخدام سريرك ؟ ولقد بدا لى أنك انحنيت برشاقة وسمحت لى . بل لقد ابتسمت فى بعض الاحيان .
    قالت :
    _ كان خطأ كبير منك . غير لائق تماما .
    قال :
    _ أعرف ذلك .
    _ كما أنه كان خطيرا .
    _ ذلك هو الممتع فلا الامر ..
    _ لو كنت قد عرفت
    _ ماذا كنت تفعلين ؟
    _ لأتيت الى نافرون فى الحال !
    _ ثم ماذا ؟
    _ ولكنت قد أحطت البيت بسور من القضـــبان ولطردت * وليم * . ولأقمت حراسة على الارض .
    _ كل ذلك .
    _ أجـــل .
    _ لا أصدقك .
    _ لم لا ؟
    _ لاننى عندما ارقد فى سريرك , شاخصا بعينى الى صورتك , أعلم انك ما كنت تتصرفين هكذا . والآن يتعين عليك أن تعودى , اذ سيتساءل الطفلان عما حدث لك !
    قالت :
    _ أجل .
    فتقدم ليقود طريقها الى سطح السفينة . وانحنى على الحاجز . ونادى مستدعيا الرجال الذين على السطح الاسفل .
    قال :
    _ أولا يجب أن اعرفهم بك .
    وأصدر أمرا بلغة أهل بريتانى التى لم تستطع أن تفهمها , وفى لحظة كان الرجال كلهم هناك , يتطلعون اليها فى فضول .
    قال :
    _ اننى أنوى أن اخبرهم انك من الان فصاعدا تستطيعين المجىء الى الخليج دون ان يستوقفك أحد , فأنت حرة فى ان تأتى وتذهبى كما يحلو لك . الخليج ملكك . والسفينة ملكك . وأنت واحدة منا .
    وتحدث لحظة , عندئذ جاءوا اليها واحدا واحدا وانحنوا بالتحية , وقبلوا يدها , فابتسمت لهم قائلة :
    _ أشكركم .
    كان هناك نوع من الجنون فى الهواء حرية ضاحكة , أشبه بحلم . وفى الماء بالاسفل , كان أحد الرجال فى انتظارها داخل القارب . فقفزت على جانبه حتى السلم . ولم يساعدها الرجل الفرنسى .. وانحنى على الحاجز مراقبا اياها .
    قال :
    _ وبيت نافرون ؟ أهو محاط بالقضبان ؟ وهل يجب أن يطرد وليم ؟
    قالت : ... لا !
    قال :
    _ يجب ان ارد زيارتك , اذن , من قبيل المجاملة .
    قالت :
    _ أجــــل
    _ ليلتك سعيدة !
    _ ليلتك سعيدة !
    واستر واقفا ازاء الحاجز , يراقبها , وهم يصحبونها الى ضفة النهر فى القارب الصغير . كانت الشمس قد غربت خلف الاشجار , والخليج يرتع فى الظلال , وبدت السفينة كأنها سفينة خرافية من صنع الاحلام واستدارت واسرعت الخطى خلال الاشجار , وهى تبتسم لنفسها شاعرة بالذنب , مثل طفل يخفى عن الاخرين سرا .
    وعندما وصلت الى البيت , رأت أن * وليم * كان واقفا بالقرب من نافذة حجرة الاستقبال . كان يتظاهر بانه يرتب الحجرة وينظفها , ولكنها عرفت فى الحال انه كان يترقب مجيئها .
    والطريف انها لم تخبره فى الحال . وقالت وهى تدخل الحجرة وتنزع المنديل عن رأسها :
    _ كنت أتمشى يا * وليم * .
    قال :
    _ أجل يا سيدتى .
    _ لقد سرت بجوار النهــر , حيث الهدوء والطراوة .
    _ حقا يا سيدتى .
    _ لم تكن لدى معرفة بالخليج من قبل . انه مكان بهيج مكان صالح للاختباء يا وليم . لاختباء الهاربين أمثالى .
    _ من المحتمل جدا , يا سيدتى .
    _ اننى انتظر استقبال زائر يا وليم .
    _ بالطبع يا سيدتى .
    وعند هذا انفجرت ضاحكة :
    _ أوه يا وليم . يا وليم الجهم الوقور , اذن فقد خمنت ! كيف عرفت .
    _ كان هناك شىء فى طريقة سيرك , مثلما دخلت الآن يا سيدتى . وكانت عيناك _ اذا أمكننى أن أقول دون أن يكون فى قولى ما يسىء _ تتألقان بالحياة , ولما كنت قد أتيت من اتجاه النهر , فاننى كنت قادرا على أن أرى سببا لهذه الاشياء , وقلت لنفسى : ( لقد وقع الامر _ والتقيا أخيرا ) .
    _ لماذا ( أخيرا ) يا وليم ؟
    _ لاننى يا ســيدتى أؤمن بالقدر , وقد عرفت دائما أن اللقاء سوف يتم ان عاجلا او آجلا ..!
    الدمعه الباكيه
    الدمعه الباكيه
    عضو جديد
    عضو جديد


    انثى
    عدد الرسائل : 26
    العمر : 37
    العمل/الترفيه : محاميه
    تاريخ التسجيل : 21/10/2008

    خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة Empty رد: خليج القرصان الفرنسى ..رواية لـ دافنى دى مورييه.. معشوقتى الخاصة

    مُساهمة من طرف الدمعه الباكيه الأربعاء 29 أكتوبر 2008, 3:01 pm

    قصه رائعه يا قمر وان شاء الله اقراها كها وعلى ما اقرها بقه دايما تنزلينا منها الجديد تسلم ايدك يا قمر

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 12 مايو 2024, 12:27 am