إجابات عن تساؤلات تتعلق بالتبعات الإنسانية لانتشار الأسلحة الصغيرة المحظورة ولماذا تعد الأسلحة الصغيرة مشكلة كبرى وكيفية معالجتها.
1- ما هي المشكلة التي تنتج عن الانتشار غير المنظم للأسلحة من وجهة نظر إنسانية؟
بما أن الأسلحة غدت أكثر تيسراً, فإن تعزيز احترام القانون الدولي الإنساني أصبح أكثر صعوبة إلى حد بعيد للغاية. إن توفر الأسلحة غير المنظم, لاسيما الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة, في أيادي الجماعات التي لا تكون على دراية بالقانون الدولي الإنساني أو احترامه, فاق جهود تأمين الامتثال للقواعد الأساسية للحرب وأدى إلى تدهور وضع المدنيين الذين اكتنفتهم النـزاعات المسلحة. وتشير الدراسات إلى أن عدد إصابات المدنيين في الحروب زاد بصورة مأساوية منذ الحرب العالمية الأولى. بالفعل, إن عدد الوفيات في صفوف المدنيين فاق عددها بين المقاتلين في كثير من النزاعات العرقية والنزاعات الداخلية الأخرى.
ولا يؤدي توفر الأسلحة على نطاق واسع إلى جعل النـزاع مميتاً بدرجة أكبر وحسب, ولكنه يعوق كذلك جهود الإغاثة, ويحد من جهود إعادة بناء المجتمع بعد انتهاء القتال. ويتفاقم المرض والجوع والتجاوزات عندما يضطر العاملون في المجال الإنساني إلى تعليق عملهم أو مغادرة البلد برمته بسبب الحوادث الأمنية. ويمكن أن تستمر المعاناة لسنوات بعد انتهاء النـزاع, إذ أن سهولة الحصول على الأسلحة تؤجج العنف وتقوّض سيادة القانون وتعيق المصالحة بين الأطراف المحاربة السابقة.
2- ما هي الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة؟
عندما نستخدم مصطلح "الأسلحة الصغيرة", نشير بصورة أساسية إلى البنادق والمدافع الرشاشة والقنابل اليدوية وغيرها من الأسلحة المعدة للاستخدام العسكري من قبل المقاتلين الأفراد.
والأسلحة الخفيفة هي أسلحة قابلة للحمل مصممة للاستخدام من قبل عدة أشخاص يقومون بالخدمة كطاقم واحد, مثل المدافع الرشاشة الثقيلة, وقاذفات القنابل اليدوية المنصوبة, والأسلحة النارية المحمولة المضادة للطائرات, والأسلحة النارية المحمولة المضادة للدبابات, والقاذفات المحمولة للصواريخ المضادة للدبابات, ومدافع الهاون. ويشمل ذلك أيضاً الألغام المضادة للأفراد والمضادة للدبابات. وقد قامت مجموعة من الخبراء الحكوميين في الأمم المتحدة بتعريف هذه الفئات من الأسلحة.
3- لماذا تشارك حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر في النقاش حول الأسلحة الصغيرة؟
4- لماذا تتحدث اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن "توفر الأسلحة", بينما تشير معظم المنظمات الأخرى, مثل الأمم المتحدة, إلى "الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة"؟
نحن نستخدم مصطلح "توفر الأسلحة" عمداً لأننا نتحدث من منطلق مبدأ يجب أن يطبق على الأسلحة كافة. ومع ذلك, وبدون شك فإن توفر الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة على نطاق واسع هو الذي تسبب في أكثر المشاكل خطورة من وجهة النظر الإنسانية. إن هذه الأسلحة ذات اهتمام خاص لأن توفرها لا يخضع إلا للقليل من القواعد المقبول بها دولياً, على عكس أنظمة الأسلحة الرئيسية.
5- لماذا القلق بشأن الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة, وهناك أسلحة دمار شامل, مثل الأسلحة النووية والبيولوجية, تفوقها خطراً؟
بينما لا نود الانتقاص من شأن التهديد الماضي والمستمر الذي تشكله أسلحة الدمار الشامل, إلا أن الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة كانت وما تزال الأسلحة الحقيقية للدمار الشامل منذ الحرب العالمية الثانية. فالأغلبية العظمى من القتلى والجرحى في النزاعات منذ ذلك الوقت كانوا ضحايا الهجوم بالبنادق والقنابل اليدوية ومدافع الهاون والأسلحة الصغيرة الأخرى. وقد استخدمت جميعها غالباً ليس ضد الجنود في المعارك, بل لاستهداف المدنيين.
وبالرغم من هذه الحقائق, أهملت الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة بشكل كلي تقريباً حتى أواخر التسعينات كموضوع لتنظيم الأسلحة. وركز السياسيون والباحثون على الأسلحة النووية والكيميائية, والصواريخ والأسلحة التقليدية الرئيسية عند صياغة سياسات تنظيم الأسلحة. وفي الوقت نفسه, انتشر عدد لا يحصى من الأسلحة الصغيرة بغير رادع عبر العالم لتحصد في العقد الماضي وحده أرواح ملايين المدنيين. وجعلت سهولة الحصول على الأسلحة الصغيرة مناطق معينة من العالم في حالة حرب شبه دائمة.
6- لماذا خلقت الأسلحة الصغيرة هذه المشكلة الكبيرة من الناحية الإنسانية؟
تتمتع الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة بسمات خاصة تسهل توفرها واستخدامها على نطاق واسع. أولاً, يسهل استخدامها بدرجة كبيرة للغاية. وعلى عكس أنظمة الأسلحة الرئيسية التي تتطلب تدريب المستخدم على التعامل معها بفعالية, فإن بندقية الهجوم يمكنها بسهولة أن تحول تلميذاً صغيراً إلى قاتل ماهر. كما أن الأسلحة الصغيرة رخيصة ومتوفرة على نطاق واسع نسبياً.
وهناك وفرة في الموردين حول العالم, ويجري تداول مئات الملايين من هذه الأسلحة مما يؤدي إلى انخفاض أسعارها إلى ما دون سعر التصنيع. وفي بعض البلدان الأفريقية, كان من الممكن, في فترات محددة, شراء بندقية بأقل من 15 دولاراً أمريكياً, أو مقابل كيس من الذرة. وهناك سمة أخرى للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة هي أنها قد أثبتت متانتها. فمخبأ للمدافع الرشاشة اليدوية, على سبيل المثال, يمكن بسهولة أن يظل صالحاً للاستعمال لسنوات أو حتى لعقود من التخزين. إن هذه الأسلحة غالباً ما يجري تدويرها, من منطقة نزاع إلى أخرى. وأخيراً, من السهل إخفاء الأسلحة الصغيرة مما يجعل من السهل تهريبها ونقلها عبر الحدود وإلى داخل مناطق النـزاع.
إن جميع السمات المذكورة أعلاه للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة تجعل معالجة مسألة الانتشار العالمي تقريباً لهذه الأسلحة مشكلة تمثل تحدياً بوجه خاص. ويجب عند النظر في الحد من توفر الأسلحة ألا يغيب عن الذهن أن هذا الانتشار ليس جغرافياً فقط: إن الأسلحة الفتاكة بدرجة عالية للغاية تتوفر حالياً لشرائح جديدة وعريضة من المجتمعات والمجرمين العاديين وجماعات المتمردين غير المنضبطة, وحتى الأطفال.
7- ولكن ألا تكمن المشكلة في كيفية استخدام الأسلحة, وليس في الأسلحة نفسها؟
نعم ولا. إن المسؤولية الأولى للامتثال للقانون الدولي تقع بالتأكيد على عاتق المستخدم. ومع ذلك, فإن الدول المنتجة والمصدرة للأسلحة – والشركات على حد سواء- عليها بالفعل بعض المسؤولية السياسية والمعنوية, وفي بعض حالات قانونية, للاستخدام الناتج عن منتجاتها.
وتشعر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بقوة أنه يجب ألا ينظر إلى الأسلحة على الإطلاق بأنها مجرد سلعة تجارية أخرى, وتود أن تؤكد أن مسؤولية الدولة بشأن احترام وضمان احترام القانون الإنساني تتطلب وقف عمليات نقل الأسلحة إلى الذين ينتهكون قانون الحرب.
وقد اعترفت بلدان كثيرة بهذا بالفعل, وبدأت بعض المنظمات, بما فيها الاتحاد الأوروبي, في تشديد القيود من خلال اعتماد مبادئ توجيهية إقليمية على عمليات تصدير الأسلحة. وقد اعتمدت منظمات أخرى, مثل منظمة الدول الأمريكية والجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي, معاهدات ملزمة قانوناً لمكافحة التصنيع غير المشروع للأسلحة النارية والإتجار بها.
عدل سابقا من قبل rowan في الأحد 07 سبتمبر 2008, 9:24 pm عدل 1 مرات