وم في بيت الرسول صلى الله عليه و سلم ..!!!
--------------------------------------------------------------------------------
يوم في بيت الرسول صلى الله عليه و سلم
بيت الإنسان هو محكه الحقيقي الذي يبين حُسن خُلُقه ، و كمال أدبه ، و طيب معشره ، و صفاء معدنه ، فهو خلف الغرف و الجدران لا يراه أحدٌ من البشر و هو مع مملوكه أو خادمه أو زوجه يتصرف على السجية دون رتوش و لا مجاملات و هو السيد الآمر الناهي في هذا البيت ... و كل ما تحت يده ضعفاء .
قالت السيدة عائشة عنه صلى الله عليه وسلم : { لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم فاحشاً و لا متفحشاً ، ولا صخاباً في الأسواق ، و لا يجزي بالسيئة السيئةو لكن يعفو و يصفح } .
لنتأمل في حال رسول هذه الأمة و قائدها و معلمها صلى الله عليه و سلم كيف و هو في بيته مع هذه المنزلة العظيمة و الدرجة الرفيعة ..!
" قيل لعائشة : ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيته ؟ قالت : ( كان بشراً من البشر ، يفلي ثوبه و يحلب شاته ، و يخدم نفسه ) .
إنه نموذج للتواضع و عدم الكبر و تكليف الغير ، و صفوة ولد آدم يقوم بكل ذلك .. و لم يكن هناك ما يشغل النبي صلى الله عليه و سلم عن العبادة و الطاعة ..
فإذا سمع حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. لبى النداء مسرعاً و ترك الدنيا خلفه !
عن الأسود بن يزيد قال : سألت عائشة رضي الله عنها : ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يصنع في البيت ؟ قالت : " كان يكون في مهن أهله ، فإذا سمع بالآذان خرج " .
إنه بيت أساسه التواضع و رأس ماله الإيمان .. ألا ترى أن جدرانه تخلو من صور ذوات الأرواح التي يعلقها كثير من الناس اليوم !! فقد قال عليه الصلاة و السلام : { لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب و لا تصاوير } رواه البخاري .
ثم أطلق بصرك لترى بعضاً مما كان الرسول صلى الله عليه و سلم يستعمله في حياته اليومية ..
عن ثابت قال : أخرج إلينا أنس بن مالك قدح خشب ، غليظاً مضبباً بحديد ( أي مشدوداً بحديد ) ، فقال : يا ثابت ، هذا قدح الرسول صلى الله عليه و سلم .
و كان يشرب فيه الماء و النبيذ ( و هو ماء نُبذت فيه تمرات أي نقعت فيه لاستعذاب الماء ) و العسل و اللبن .
و عن أنس رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتنفس في الشراب ثلاثاً ( اي خارج الإناء ) و نهى عليه الصلاة و السلام " أن يُتنفس في الإناء ، أو ينفخ فيه " .
أما ذلك الدرع الذي كان يلبسه رسول الله صلى الله عليه و سلم في جهاده و معاركه الحربية و أيام البأس و الشدة فلربما أنه غير موجود الآن في المنزل ...فقد رهنه الرسول صلى الله عليه و سلم عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعير كما قالت ذلك عائشة ، و مات و الدرع عند اليهودي .
و عند دخوله بيته لم يكن ليفجأ أهله بغتة يتخونهم ، و لكن كان يدخل على أهله على علم منهم بدخوله ، و كان يُسلم عليهم .
و تأمل بعين فاحصة و قلب واع حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : { طوبى لمن هُدي إلى الإسلام ، و كان عيشه كفافاً و قنع } . و الق سمعك نحو الحديث الآخرالعظيم : { من أصبح آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حُيزت له الدنيا بحذافيرها } .
هذا البيت العامر بالإيمان .. المليء بالعبادة و الذكر .. يوصي النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون لبيوتنا مثل لك ..فيقول صلى الله عليه و سلم : { اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم و لا تتخذوها قبوراً } ( قال ابن القيم : يصلي عامة السنن و التطوع الذي لا سبب له في بيته ، لا سيما سنة المغرب ، فإنه لم ينقل عنه أنه فعلها في المسجد البتة )
و لم يؤثر عنه أنه صلى الفريضة في منزل البتة ، إلا عندما مرض و اشتدت عليه وطأة الحمى و صَعُبْ عليه الخروج و ذلك في مرض موته صلى الله عليه و سلم . فمع رحمته لأمته و شفقته عليهم إلا أنه أغلظ على من ترك صلاة الجماعة فقال : { لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً أن يصلي بالناس ، ثم انطلق معي برجال معهم حُزَمٌ من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم } . و ما ذاك إلا من أهمية الصلاة في الجماعة و عظم أمرها ..
ثم تأمل في خادم يروي عن سيده كلاماً عجيباً و شهادة مقبولة و ثناءً عطراً !! و هل رأيت خادماً يثني على سيده مثل ما قال خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم !! عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر سنين فما قال لي أفٍّ قطُّ ، و ما قال لي لشيء صنعته " لمَ صنعته " ، ولا لشيء تركته ) .
ثم انظر إلى رحمته عليه السلام بالأطفال و كيف كان يقبل ابنه إبراهيم و أبناء ابنته فاطمة رضي الله عنهم أجمعين ، ثم كيف ذرفت عيناه عندما رأى أبناء جعفر بعد أن بلغه مقتله في معركة مؤتة ، و لما كانت عيناه تفيض لموتهم سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه : " يارسول الله ، ما هذا ؟ " فيقول صلى الله عليه و سلم : { هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، و إنما يرحم الله من عباده الرحماء } .
و كما أن للأطفال مشقتهم و تعبهم و كثرة حركتهم .. إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغضب و لا ينهر الصغير و لا يعاتبه ، كان يأخذ صلى الله عليه و سلم بمجامع الرفق و بخطام و زمام السكينة ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه و سلم يؤتي بالصبيان فيدعو لهم فأتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه و لم يغسله ".
أما خطر في بالك أيها القارئ و أنت تتشرف بالجلوس في بيت النبوة أن تداعب صغارك و تمازح أبناءك و تسمع ضحكاتهم و جميل عباراتهم ! كان نبي هذه الأمة يفعل ذلك كله بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم .
ثم انظر إليه صلى الله عليه وسلم و هو تحت يده البلاد و العباد ، و ترد إليه الإبل محملة بالأرزاق و يفيض بين يديه الذهب و الفضة !!! يا ترى كيف مطعمه و مشربه !!! ؟ عن أنس رضي الله عنه قال : " إن النبي صلى الله عليه و سلم لم يجتمع عنهد غذاء و لا عشاء من خبز و لحم غلى على ضفف " و المعنى أنه لم يشبع إلا بضيق و شدة .. و عن عائشة رضي الله عنها قالت : " ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
و ذكرت عائشة أنه كان يأتيها فيقول : " أعندكِ غداء ؟ فتقول : لا فيقول : إني صائم " .
و ليس الأمر من قلة و ندرة ، بل كانت تفيض الأموال من تحت يده .. و لكنه الله عز و جل اختار لنبيه الأكمل و الأقوم ..
و أخيراً أحب أن أذكر أنه للنبي صلى الله عليه و سلم حقوقاً يجب أن تؤدى له حتى نكون أتممنا الخير و أخذنا الطريق السوي ، و من حقوقه على أمته :
الإيمان الصادق به قولاً و فعلاً و تصديقه في كل ما جاء به صلى الله عليه و سلم ، و وجوب طاعته و الحذر من معصيته صلى الله عليه و سلم ، و إنزاله منزلته بلا غلو و لا تقصير ، و اتباعه و اتخاذه قدوة و أسوة في جميع الأمور ، و محبته أكثر من الناس و الأهل و الولد و المال ، و احترامه و توقيره و نصر دينه
و الذب عن سنته صلى الله عليه و سمل ، و إحياءها بين المسلمين ، و محبة أصحابه الكرام و التراضي لهم و الذب عنهم و قراءة سيرتهم ، و من محبته صلى الله عليه و سلم الصلاة عليه قال تعالى : { إن الله و ملائكته يصلون على النبي ياآيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليماً } .
و نحن إن فاتنا في هذه الدنيا رؤية الحبيب صلى الله عليه و سلم و تباعدت بيننا الأيام .. فادعو الله عز و جل أن نكون ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه و سلم : { وددتُ أنا قد رأينا إخواننا ، قالوا : ألسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابي ، و إخواننا الذين لم يأتوا بعد ، فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : أرأيت لو أن رجلاً له خيلٌ غرٌ محجلةٌ بين ظهري خيل دُهم بُهم الا يعرف خيله ؟ قالوا : بلى
يا رسول الله ، قال : " فإنهم يأتون غُراً محجلين من الوضوء ، و أنا فرطهم على الحوض "
أدعو الله عز و جل أن يجعلنا ممن يتلمس أثره صلى الله عليه و سلم و يقتفي سيرته و ينهل من سنته ، و أن يجمعنا به في جنات عدن و أن يجزيه الجزاء الأوفى جزاء ما قدم ..
اللهم ارزقنا حب نبيك صلى الله عليه و سلم و موافقته على الطريق المستقيم ، غير ضالين و لا مضلين ، الله صل على محمد ما تعاقب الليل و النهار ، اللهم
صل على محمد ما ذكره الذاكرون الأبرار ، اللهم اجمعنا مع نبينا محمد صلى الله عليه و سلم في الفردوس الأعلى و أقر أعيننا برؤيته و الشرب من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبداً ..
و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه أجمعين .
ارجو ان تكونوا قد قرأتم بقلوبكم لا بعيونكم فقط
--------------------------------------------------------------------------------
يوم في بيت الرسول صلى الله عليه و سلم
بيت الإنسان هو محكه الحقيقي الذي يبين حُسن خُلُقه ، و كمال أدبه ، و طيب معشره ، و صفاء معدنه ، فهو خلف الغرف و الجدران لا يراه أحدٌ من البشر و هو مع مملوكه أو خادمه أو زوجه يتصرف على السجية دون رتوش و لا مجاملات و هو السيد الآمر الناهي في هذا البيت ... و كل ما تحت يده ضعفاء .
قالت السيدة عائشة عنه صلى الله عليه وسلم : { لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم فاحشاً و لا متفحشاً ، ولا صخاباً في الأسواق ، و لا يجزي بالسيئة السيئةو لكن يعفو و يصفح } .
لنتأمل في حال رسول هذه الأمة و قائدها و معلمها صلى الله عليه و سلم كيف و هو في بيته مع هذه المنزلة العظيمة و الدرجة الرفيعة ..!
" قيل لعائشة : ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيته ؟ قالت : ( كان بشراً من البشر ، يفلي ثوبه و يحلب شاته ، و يخدم نفسه ) .
إنه نموذج للتواضع و عدم الكبر و تكليف الغير ، و صفوة ولد آدم يقوم بكل ذلك .. و لم يكن هناك ما يشغل النبي صلى الله عليه و سلم عن العبادة و الطاعة ..
فإذا سمع حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. لبى النداء مسرعاً و ترك الدنيا خلفه !
عن الأسود بن يزيد قال : سألت عائشة رضي الله عنها : ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يصنع في البيت ؟ قالت : " كان يكون في مهن أهله ، فإذا سمع بالآذان خرج " .
إنه بيت أساسه التواضع و رأس ماله الإيمان .. ألا ترى أن جدرانه تخلو من صور ذوات الأرواح التي يعلقها كثير من الناس اليوم !! فقد قال عليه الصلاة و السلام : { لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب و لا تصاوير } رواه البخاري .
ثم أطلق بصرك لترى بعضاً مما كان الرسول صلى الله عليه و سلم يستعمله في حياته اليومية ..
عن ثابت قال : أخرج إلينا أنس بن مالك قدح خشب ، غليظاً مضبباً بحديد ( أي مشدوداً بحديد ) ، فقال : يا ثابت ، هذا قدح الرسول صلى الله عليه و سلم .
و كان يشرب فيه الماء و النبيذ ( و هو ماء نُبذت فيه تمرات أي نقعت فيه لاستعذاب الماء ) و العسل و اللبن .
و عن أنس رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتنفس في الشراب ثلاثاً ( اي خارج الإناء ) و نهى عليه الصلاة و السلام " أن يُتنفس في الإناء ، أو ينفخ فيه " .
أما ذلك الدرع الذي كان يلبسه رسول الله صلى الله عليه و سلم في جهاده و معاركه الحربية و أيام البأس و الشدة فلربما أنه غير موجود الآن في المنزل ...فقد رهنه الرسول صلى الله عليه و سلم عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعير كما قالت ذلك عائشة ، و مات و الدرع عند اليهودي .
و عند دخوله بيته لم يكن ليفجأ أهله بغتة يتخونهم ، و لكن كان يدخل على أهله على علم منهم بدخوله ، و كان يُسلم عليهم .
و تأمل بعين فاحصة و قلب واع حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : { طوبى لمن هُدي إلى الإسلام ، و كان عيشه كفافاً و قنع } . و الق سمعك نحو الحديث الآخرالعظيم : { من أصبح آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حُيزت له الدنيا بحذافيرها } .
هذا البيت العامر بالإيمان .. المليء بالعبادة و الذكر .. يوصي النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون لبيوتنا مثل لك ..فيقول صلى الله عليه و سلم : { اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم و لا تتخذوها قبوراً } ( قال ابن القيم : يصلي عامة السنن و التطوع الذي لا سبب له في بيته ، لا سيما سنة المغرب ، فإنه لم ينقل عنه أنه فعلها في المسجد البتة )
و لم يؤثر عنه أنه صلى الفريضة في منزل البتة ، إلا عندما مرض و اشتدت عليه وطأة الحمى و صَعُبْ عليه الخروج و ذلك في مرض موته صلى الله عليه و سلم . فمع رحمته لأمته و شفقته عليهم إلا أنه أغلظ على من ترك صلاة الجماعة فقال : { لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً أن يصلي بالناس ، ثم انطلق معي برجال معهم حُزَمٌ من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم } . و ما ذاك إلا من أهمية الصلاة في الجماعة و عظم أمرها ..
ثم تأمل في خادم يروي عن سيده كلاماً عجيباً و شهادة مقبولة و ثناءً عطراً !! و هل رأيت خادماً يثني على سيده مثل ما قال خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم !! عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر سنين فما قال لي أفٍّ قطُّ ، و ما قال لي لشيء صنعته " لمَ صنعته " ، ولا لشيء تركته ) .
ثم انظر إلى رحمته عليه السلام بالأطفال و كيف كان يقبل ابنه إبراهيم و أبناء ابنته فاطمة رضي الله عنهم أجمعين ، ثم كيف ذرفت عيناه عندما رأى أبناء جعفر بعد أن بلغه مقتله في معركة مؤتة ، و لما كانت عيناه تفيض لموتهم سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه : " يارسول الله ، ما هذا ؟ " فيقول صلى الله عليه و سلم : { هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، و إنما يرحم الله من عباده الرحماء } .
و كما أن للأطفال مشقتهم و تعبهم و كثرة حركتهم .. إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغضب و لا ينهر الصغير و لا يعاتبه ، كان يأخذ صلى الله عليه و سلم بمجامع الرفق و بخطام و زمام السكينة ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه و سلم يؤتي بالصبيان فيدعو لهم فأتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه و لم يغسله ".
أما خطر في بالك أيها القارئ و أنت تتشرف بالجلوس في بيت النبوة أن تداعب صغارك و تمازح أبناءك و تسمع ضحكاتهم و جميل عباراتهم ! كان نبي هذه الأمة يفعل ذلك كله بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم .
ثم انظر إليه صلى الله عليه وسلم و هو تحت يده البلاد و العباد ، و ترد إليه الإبل محملة بالأرزاق و يفيض بين يديه الذهب و الفضة !!! يا ترى كيف مطعمه و مشربه !!! ؟ عن أنس رضي الله عنه قال : " إن النبي صلى الله عليه و سلم لم يجتمع عنهد غذاء و لا عشاء من خبز و لحم غلى على ضفف " و المعنى أنه لم يشبع إلا بضيق و شدة .. و عن عائشة رضي الله عنها قالت : " ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
و ذكرت عائشة أنه كان يأتيها فيقول : " أعندكِ غداء ؟ فتقول : لا فيقول : إني صائم " .
و ليس الأمر من قلة و ندرة ، بل كانت تفيض الأموال من تحت يده .. و لكنه الله عز و جل اختار لنبيه الأكمل و الأقوم ..
و أخيراً أحب أن أذكر أنه للنبي صلى الله عليه و سلم حقوقاً يجب أن تؤدى له حتى نكون أتممنا الخير و أخذنا الطريق السوي ، و من حقوقه على أمته :
الإيمان الصادق به قولاً و فعلاً و تصديقه في كل ما جاء به صلى الله عليه و سلم ، و وجوب طاعته و الحذر من معصيته صلى الله عليه و سلم ، و إنزاله منزلته بلا غلو و لا تقصير ، و اتباعه و اتخاذه قدوة و أسوة في جميع الأمور ، و محبته أكثر من الناس و الأهل و الولد و المال ، و احترامه و توقيره و نصر دينه
و الذب عن سنته صلى الله عليه و سمل ، و إحياءها بين المسلمين ، و محبة أصحابه الكرام و التراضي لهم و الذب عنهم و قراءة سيرتهم ، و من محبته صلى الله عليه و سلم الصلاة عليه قال تعالى : { إن الله و ملائكته يصلون على النبي ياآيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليماً } .
و نحن إن فاتنا في هذه الدنيا رؤية الحبيب صلى الله عليه و سلم و تباعدت بيننا الأيام .. فادعو الله عز و جل أن نكون ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه و سلم : { وددتُ أنا قد رأينا إخواننا ، قالوا : ألسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : أنتم أصحابي ، و إخواننا الذين لم يأتوا بعد ، فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال : أرأيت لو أن رجلاً له خيلٌ غرٌ محجلةٌ بين ظهري خيل دُهم بُهم الا يعرف خيله ؟ قالوا : بلى
يا رسول الله ، قال : " فإنهم يأتون غُراً محجلين من الوضوء ، و أنا فرطهم على الحوض "
أدعو الله عز و جل أن يجعلنا ممن يتلمس أثره صلى الله عليه و سلم و يقتفي سيرته و ينهل من سنته ، و أن يجمعنا به في جنات عدن و أن يجزيه الجزاء الأوفى جزاء ما قدم ..
اللهم ارزقنا حب نبيك صلى الله عليه و سلم و موافقته على الطريق المستقيم ، غير ضالين و لا مضلين ، الله صل على محمد ما تعاقب الليل و النهار ، اللهم
صل على محمد ما ذكره الذاكرون الأبرار ، اللهم اجمعنا مع نبينا محمد صلى الله عليه و سلم في الفردوس الأعلى و أقر أعيننا برؤيته و الشرب من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبداً ..
و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه أجمعين .
ارجو ان تكونوا قد قرأتم بقلوبكم لا بعيونكم فقط