أسف كثيرا تمنينا نطق حروفها لاناس كثيرون
أسف كثيرا ضللت بنا الافكار والظنون حتى نسيناها ولكن عدنا اليها فى النهاية
أسف قد لاتقولها كثيرا ولكن هناك من يستحقونها حقا منك وليس تقليلا ولكن احتراما
أسف لاتقلل من شخصك لا تنقص ذاتك ولكن قد تكون بمثابة اعلاء لشأنك واحترام الاخرين لك
أسف كلمة تعددت قصصها وكثرت اماكنها وكثر معها مستحقيها وكثر ايضا اهمالنا لها
أسف قد تاتى بعد فوات الاوان قد لاتاتى ابدا ولكن تظل كما هى فى ركنها البعيد تنتظر ...؟
أسف منها هذى القصة استحقت حروف ... أسف ...
تابعوها معى ....
...رواااااااااان.....,
.....
كالعادة ..
توجهت بالسيارة لهذا المكان الواسع و المزدحم ذي الأسوار الحمراء في مهمة عمل لإنجاز بعض الأمور ..
اقتربت السيارة رويداً رويدا وارتفع معها مؤشر الخوف عندي في تصاعد سريع للتعبير عن حالتي المضطربة جداً ..
تخطيت الباب الرئيسي في توجس وقلق .. تترقب عيناي الحائرتان كل ما يقابلهما ..
التفاتة واحدة مني كانت كفيلة بمعرفة مكانهن .. حسناً الآن يمكنني تحاشي المرور في هذا الطريق .. سأحاول جاهداً تجنب السير أمامهن ..
أوووه ..
لقد كسر المؤشر حاجزه الأقصى ..
يا ليتني أنجز مهمتي وأعود سالماً .. بل يا ليتني أستطيع الهروب من هذا المكان ..
اتجهت مباشرة لذلك الركن البعيد .. والهادئ جداً .. تجاهلت متعمداً دعاوى مباشرة أو غير للخوض في حديث أو إلقاء نظرات ..
ياااااه .. يا لجمال تلك النعمة .. حقاً غض البصر هو ما أحتاجه في مواقف كتلك .. اللهم لا تحرمنيها أبداً ما حييت ..
يا لروعة هذا السكون النفسي الذي تشعرك به نعمة من نعم الله .. الحمد لله علي نعمة الإسلام وكفى بها نعمة ..
مر الوقت ببطء شديد تمنيت لو أستطيع دفعه بكل قوتي .. ليمضي ويمر دونما أن يحدث ما يعكر الصفو ..
قاربت علي إنجاز المهمة .. انتهيت منها الآن .. أين باب الخروج ..
فلأذهب سريعاً .. قصدته راكضاً .. وحتى أنجو من بحور لا أجيد العوم فيها .. أسرعت خطاي ..
استوقفني صوت زميلي بالعمل .. تسمرت قدماي .. ماذا يريد .. يناديني من هناك .. حيث يتواجدن ..
ماذا يريد .. حسناً .. فلأخبره برحيلي وسأعطيه أيضاً تقرير المهمة ..
يا إلهي .. إنهن تحلقن حوله وتعلو وجههن علامات الابتسام والانسجام
ولماذا أهتم .. لن أعيرهن الانتباه .. هل أخاف منهن لهذه الدرجة .. أم أثار ذلك في نفسي غيرة أو أحلام وردية ..
دنوت في ترقب .. حاولت صرف نظري بعيداً .. إلى حيث المطلق واللانهائية .. في أبعد حدود السماء الصافية بزرقتها و نقائها ..
انعكست صورتهن في السماء .. ولربما في مخيلتي .. يا للعجب .. !!!
جميعهن محتجبات .. إلا واحدة .. جميعهن مجتمعات .. إلا هي أيضاً
ذكرتني بجلستها علي مقدمة السيارة وهيئتها المتحررة بحال شبابنا في الجامعات .. حفظ الله شباب الأمة ..
تجاهلت نظرة وابتسامة تعلوه الشفاه .. أنهيت حديثي معه .. حان موعد انصرافي .. أراك علي خير .. تقبل سلامي
ولكن هذه الواحدة .. أبت أن تجعلني أسير خالي الوفاض .. أبت أن تتركني في حالي ..
بادرتني بالحديث في نعومة الحرير .. هل تود ... ؟؟
قامت بتسويق منتجات شركتها كأفضل ما يكون وباحتراف شديد ..
إنها بارعة في تسويق منتجها .. ولكن .. ما لي أنا بذلك ..
و كأني لم أسمع شيئاً .. تجاهلت ذلك وتحاملت عليها وعلى نفسي .. لم أحرك ساكناً ..
ربما أثرت غيظها أو كبريائها .. أصرت علي النيل من سلامة النفس وصفائها ..
كررت كلماتها بصوت أعلى .. لعلها تُسمع أذني الصماء الشاردة ..
التفت بنصف وجه .. رمقتها بنظرة استنكار أو إعراض ..
سددت لعيناها نظرة توحي بالضجر أو الخوف منها ..
نطقت ببرود شدي لا يعكس أبداً حقيقة حالي ..
لست بحاجة لخدماتكم ..
حاولت النيل .. إنها مثابرة حقاً .. تبدأ الآن في توضيح الفوائد .. و ... و..
قاطعت سيل كلماتها بسد من كرات الثلج الباردة ..
شكــراً ..
أعرضت بوجهي .. انصرفت من أمامه وأمامها ..
صمتت وهي تُلقي نظرات متسائلة .. تستغرب لما عاملتها بطريقة كتلك ..
أثارت نظراتها تفكيري .. وتساءلت مثلها .. حقاً .. لما ..
لم تخطىء في حقي ..
بل كانت تحاول مساعدتي أو إفادتي ..
تخطيت الباب الرئيس مرة أخرى .. ولكنها خطوات في الاتجاه المعاكس للمرة الأولى .. في طريق الخروج .. أو قل إن شئت .. في طريق الهروب ..
لم تخرج تساؤلاتي أو تهرب بعد .. مكثت معي طوال طريقي للبيت ..
دخلت معي لغرفتي .. لا تريد أن تتركني أخلد للراحة .. تلح عليَ في السؤال .. تطلب مني إجابة سريعة ومنطقية توضح موقفي منها ..
هل فعلت ذلك .. لأنها لا ترتدي الحجاب ..
أم خشيت علي نفسي من الاقتراب من هذا العالم المخيف ..
ربما لتراكم تجارب سابقة وخشيتي إلهي وخالقي ..
آثرت أن اظهر بهذا الشكل الذي لا يروق للكثيرين والكثيرات ..
عموماً .. حسناً فعلت .. ولكني وددت لو قلت لها كلمة واحدة قبل رحيلي وحتى أستطيع أن اخلد للنوم ..
تمنيت أني قلت لها ..
آسف
حسام المتيم
موظف إداري
25 سنة
مصر