هذه قصة قصيرة كنت قد كتبتها لأدخل بها منافسة للقصة القصيرة التي تقدم للأطفال ويكون بها قيمة أخلاقية ينتفعون بها ... وقد جعلت الهدف منها اظهار قيمة خلق الأيثار أو انكار الذات وأتمنى أن تلقى منكم بعض الاستحسان على الفكرة رغم بساطتها وطريقة عرضها ولغة السرد فيها ... اليكم بها :-
كان محمد قد تعلم السباحة في الصيف الماضي على يد أحد السباحين في نادي التوفيق مع كثير من أصحابه وزملائه أبناء أعضاء النادي وللحق فقد أظهر محمد في تعلمه رغبة شديدة في اتقان السباحة عملاً بما أثر عن أمير المؤمنين عمربن الخطاب أنه قال : ( علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ) ولكن رغم حرصه الشديد على تعلم فنون السباحة الا أن الفروق الفردية بين المتعلمين قد ظهرت بوضوح أثناء فترة التدريب وذلك لأن كثير من أصدقاء محمد وزملائه قد سبقوه في درجة اتقانهم للسباحة ولكن ما ميز محمد هو مساعدته لزملائه متى احتاج أحد منهم للمساعدة ، كذلك جرءته في تخطي مستويات التدريب دون أي تراجع أو خوف ...
ومرت الأيام وأعلن النادي عن تنظيم رحلة لمدة يوم لأحد الشواطئ الشهيرة في مدينة مرسى مطروح التي تتميز بجمال شواطئها وجوها الساحر . ، واتفق الأصدقاء على دعوة آبائهم للرحلة حتى يجتمعوا ليستعيدوا روح الألفة والمرح التي سادت بينهم أثناء فترة التدريب ..
وكان أول من اشترك في الرحلة هو محمد وتبعه صديقه سمير وأخته علا وثناء وابن عمها حسين وتبعهم بعد ذلك العديد من أعضاء النادي وابنائهم .. حتى جاء يوم الرحلة الذي بدأ بالتجمع داخل النادي ثم استقل المشتركون في الرحلة الأوتوبيس الذي سينقلهم الى شاطئ عايدة وهو من أكثر شواطئ مرسى مطروح جمالا وزوارا .. ،
ومع بداية وصول السيارة الى الشاطئ شعر أفراد الرحلة بمدى جمال أشعة الشمس الساقطة على حبات الرمال الصفراء والتي معها يشعر الانسان بجمال الطبيعة وقدرة الخالق على اظهار الجمال في الطبيعة الخلاقة.. وما إن وضعوا أقدامهم على حبات التراب حتى وقعت أعينهم على انعكاس الضوء الساقط على المياة الصافية التي يظهر فيها دون تدقيق بعض الشعاب والصخور التي مرت عليها السنون دون اندثار أو اختفاء ..
فقال حسين بصوت عال : لنبدأ يومنا يا أصحابي بذكر الله عز وجل واخلاص النية على قضاء يوم مرِح وممتع ولكن بغير معصية لله .. وبكل الود والحب بيننا ..،
وما إن انتهى من كلامه حتى أكد عليه كل الحضور وأضاف محمد : لكن لابد لنا في بداية اليوم من تنظيم الوقت حتى نستثمره جيدا ..
أجابت علا : وأنا أقترح أن نعقد مسابقة في السباحة بيننا حتى نطبق ما تعلمناه في الصيف الماضي وتكون المنافسة بيننا بلا تعصب ويتمنى كل منا الفوز للآخر ..
فوافق الجميع وأبدوا سعادة وترحيب بالفكرة ..
وبعد أن وضعوا أغراضهم وعرف كل فرد المكان المخصص له بدأ اليوم بالفرح والسعادة وساد بينهم جو من التحفز والانتظار لساعة المنافسة التي حددوا لها موعد روعي فيه أن يكون قبل تناول وجبة الغذاء حتى يكون الجسم في كامل لياقته مما يؤثر ايجابيا على أداء المتسابقين ..
وجاءت لحظة انطلاق المسابقة التي اشترك فيها من أصدقاء التدريب " محمد وعلا وحسين " الى جانب العديد من المتسابقين أعضاء النادي حتى بلغ عدد المتسابقين عشر متسابقين .. وقام مدرب السباحة في النادي بدور الحكم وحدد لهم نقطة البداية والشارة التي سيتسابقون اليها ثم العودة الى نقطة البداية مرة أخرى . ،
ونوه أن صاحب المركز الأول سيحصل على ميدالية خاصة وشهادة تقدير من ادارة النادي وذلك لبث روح الحماس في نفوس المتسابيقن ..
اصطف المتسابقون ووقفوا في وضع الاستعداد في تأهب لسماع صفارة البداية التي انطلقت من فم الحكم معلنة عن بدء المسابقة ...
قفز المتسابقون في الماء وكل منهم يضع نصب عينيه الشارة ويحرص على الوصول لها قبل زملائه . ، وظهر أن المنافسة على أشدها بين محمد وصديقه حسين ولكن الصداقة تتنحى جانبا عند المنافسة الشريفة ، وكان من فرط الحماس الذي ظهر بينهما حرص باقي أعضاء المسابقة على متابعتها رغم المنافسة الجماعية ..
وكانت علا في قمة حماسها لكنها شعرت أثناء السباحة ببعض الآلام الناتجة عن المجهود المبزول ولكن تحاملت على نفسها رغبة في مواصلة المنافسة وطمعا في الفوز .. ومع الاقتراب من الشارة بدأت بوادر حسم المنافسة مع اقتراب محمد من الشارة بفارق بسيط عن حسين وباقي المتسابقين ، وزاد التشجيع لمحمد وحسين على مواصلة المنافسة والفوز بالمسابقة .. ومع شدة تركيز محمد لاحظ بعض الارهاق على أداء علا فلفتت انتباهه وبدأ يتابع من بعيد ما يحدث لها ، فاذا بها تنحرف ببطئ أحس معه محمد بالخطر والقلق على علا رغم أن أحدا لم يلاحظ شئ لانشغالهم بالهدف .. وواصل محمد التقدم وتبعه حسين ولكن فجأة لاحظ محمد توقف علا نهائيا دون أي استغاثة ، فترك محمد موقعه في صدارة السباق وبدأ في الانحراف ناحية علا لمساعدتها ولم يلاحظ أحد أن محمد يتعمد الانحراف عن الوصول للهدف .. واستمر حسين في التقدم ومن ورائه بقية المتسابقين .. وما إن وصل محمد لعلا حتى وجدها في حالة اعياء شديدة وبدأت في الاستغاثة ولكن لم يسمعها أحد لضعف صوتها فساعدها وحملها للخروج للشاطئ الذي كان قد وصل اليه حسين بعد أن بلغ نقطة البداية معلنا فوزه بالسباق ، وتبعه بقية المتسابقين ماعدا محمد وعلا اللذان عادا أخيرا بعد أن أبدى الحكم استغرابا من تأخر محمد بعد أن كان أول المتسابقين ولكن بعد أن علم بموقف محمد تجاه زميلته علا حتى أثنى عليه وعلى انكاره لذاته وحرص على تكريمه وتعويضه عن السباق بأن وصفه بالعضو المثالي لما بدر منه من انكار للذات والتضحية بالفوز من أجل مساعدة علا على النجاة .. ،
وهكذا فاز حسين بالسباق وبلغ محمد القمة لشجاعته وانكاره لذاته .
[center]" تمت "
كان محمد قد تعلم السباحة في الصيف الماضي على يد أحد السباحين في نادي التوفيق مع كثير من أصحابه وزملائه أبناء أعضاء النادي وللحق فقد أظهر محمد في تعلمه رغبة شديدة في اتقان السباحة عملاً بما أثر عن أمير المؤمنين عمربن الخطاب أنه قال : ( علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ) ولكن رغم حرصه الشديد على تعلم فنون السباحة الا أن الفروق الفردية بين المتعلمين قد ظهرت بوضوح أثناء فترة التدريب وذلك لأن كثير من أصدقاء محمد وزملائه قد سبقوه في درجة اتقانهم للسباحة ولكن ما ميز محمد هو مساعدته لزملائه متى احتاج أحد منهم للمساعدة ، كذلك جرءته في تخطي مستويات التدريب دون أي تراجع أو خوف ...
ومرت الأيام وأعلن النادي عن تنظيم رحلة لمدة يوم لأحد الشواطئ الشهيرة في مدينة مرسى مطروح التي تتميز بجمال شواطئها وجوها الساحر . ، واتفق الأصدقاء على دعوة آبائهم للرحلة حتى يجتمعوا ليستعيدوا روح الألفة والمرح التي سادت بينهم أثناء فترة التدريب ..
وكان أول من اشترك في الرحلة هو محمد وتبعه صديقه سمير وأخته علا وثناء وابن عمها حسين وتبعهم بعد ذلك العديد من أعضاء النادي وابنائهم .. حتى جاء يوم الرحلة الذي بدأ بالتجمع داخل النادي ثم استقل المشتركون في الرحلة الأوتوبيس الذي سينقلهم الى شاطئ عايدة وهو من أكثر شواطئ مرسى مطروح جمالا وزوارا .. ،
ومع بداية وصول السيارة الى الشاطئ شعر أفراد الرحلة بمدى جمال أشعة الشمس الساقطة على حبات الرمال الصفراء والتي معها يشعر الانسان بجمال الطبيعة وقدرة الخالق على اظهار الجمال في الطبيعة الخلاقة.. وما إن وضعوا أقدامهم على حبات التراب حتى وقعت أعينهم على انعكاس الضوء الساقط على المياة الصافية التي يظهر فيها دون تدقيق بعض الشعاب والصخور التي مرت عليها السنون دون اندثار أو اختفاء ..
فقال حسين بصوت عال : لنبدأ يومنا يا أصحابي بذكر الله عز وجل واخلاص النية على قضاء يوم مرِح وممتع ولكن بغير معصية لله .. وبكل الود والحب بيننا ..،
وما إن انتهى من كلامه حتى أكد عليه كل الحضور وأضاف محمد : لكن لابد لنا في بداية اليوم من تنظيم الوقت حتى نستثمره جيدا ..
أجابت علا : وأنا أقترح أن نعقد مسابقة في السباحة بيننا حتى نطبق ما تعلمناه في الصيف الماضي وتكون المنافسة بيننا بلا تعصب ويتمنى كل منا الفوز للآخر ..
فوافق الجميع وأبدوا سعادة وترحيب بالفكرة ..
وبعد أن وضعوا أغراضهم وعرف كل فرد المكان المخصص له بدأ اليوم بالفرح والسعادة وساد بينهم جو من التحفز والانتظار لساعة المنافسة التي حددوا لها موعد روعي فيه أن يكون قبل تناول وجبة الغذاء حتى يكون الجسم في كامل لياقته مما يؤثر ايجابيا على أداء المتسابقين ..
وجاءت لحظة انطلاق المسابقة التي اشترك فيها من أصدقاء التدريب " محمد وعلا وحسين " الى جانب العديد من المتسابقين أعضاء النادي حتى بلغ عدد المتسابقين عشر متسابقين .. وقام مدرب السباحة في النادي بدور الحكم وحدد لهم نقطة البداية والشارة التي سيتسابقون اليها ثم العودة الى نقطة البداية مرة أخرى . ،
ونوه أن صاحب المركز الأول سيحصل على ميدالية خاصة وشهادة تقدير من ادارة النادي وذلك لبث روح الحماس في نفوس المتسابيقن ..
اصطف المتسابقون ووقفوا في وضع الاستعداد في تأهب لسماع صفارة البداية التي انطلقت من فم الحكم معلنة عن بدء المسابقة ...
قفز المتسابقون في الماء وكل منهم يضع نصب عينيه الشارة ويحرص على الوصول لها قبل زملائه . ، وظهر أن المنافسة على أشدها بين محمد وصديقه حسين ولكن الصداقة تتنحى جانبا عند المنافسة الشريفة ، وكان من فرط الحماس الذي ظهر بينهما حرص باقي أعضاء المسابقة على متابعتها رغم المنافسة الجماعية ..
وكانت علا في قمة حماسها لكنها شعرت أثناء السباحة ببعض الآلام الناتجة عن المجهود المبزول ولكن تحاملت على نفسها رغبة في مواصلة المنافسة وطمعا في الفوز .. ومع الاقتراب من الشارة بدأت بوادر حسم المنافسة مع اقتراب محمد من الشارة بفارق بسيط عن حسين وباقي المتسابقين ، وزاد التشجيع لمحمد وحسين على مواصلة المنافسة والفوز بالمسابقة .. ومع شدة تركيز محمد لاحظ بعض الارهاق على أداء علا فلفتت انتباهه وبدأ يتابع من بعيد ما يحدث لها ، فاذا بها تنحرف ببطئ أحس معه محمد بالخطر والقلق على علا رغم أن أحدا لم يلاحظ شئ لانشغالهم بالهدف .. وواصل محمد التقدم وتبعه حسين ولكن فجأة لاحظ محمد توقف علا نهائيا دون أي استغاثة ، فترك محمد موقعه في صدارة السباق وبدأ في الانحراف ناحية علا لمساعدتها ولم يلاحظ أحد أن محمد يتعمد الانحراف عن الوصول للهدف .. واستمر حسين في التقدم ومن ورائه بقية المتسابقين .. وما إن وصل محمد لعلا حتى وجدها في حالة اعياء شديدة وبدأت في الاستغاثة ولكن لم يسمعها أحد لضعف صوتها فساعدها وحملها للخروج للشاطئ الذي كان قد وصل اليه حسين بعد أن بلغ نقطة البداية معلنا فوزه بالسباق ، وتبعه بقية المتسابقين ماعدا محمد وعلا اللذان عادا أخيرا بعد أن أبدى الحكم استغرابا من تأخر محمد بعد أن كان أول المتسابقين ولكن بعد أن علم بموقف محمد تجاه زميلته علا حتى أثنى عليه وعلى انكاره لذاته وحرص على تكريمه وتعويضه عن السباق بأن وصفه بالعضو المثالي لما بدر منه من انكار للذات والتضحية بالفوز من أجل مساعدة علا على النجاة .. ،
وهكذا فاز حسين بالسباق وبلغ محمد القمة لشجاعته وانكاره لذاته .
[center]" تمت "
